Site icon IMLebanon

حتى لا يكون صيف لبنان ساخناً !!

في آخر اطلالة له، لم يستبعد امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ان تكون الايام المقبلة ساخنة وصعبة على لبنان، وآثر على ما يبدو عدم التوسع في الامر، مكتفياً بالقليل الذي قاله، ما جعل غالبية اللبنانيين يتكهنون بامكان ان تشن اسرائيل عدوانا على لبنان، هدفه القضاء على الآلة العسكرية لحزب الله، مغتنمة لانشغاله في سوريا والعراق ودول اخرى، وان يتحول هذا العدوان الى حرب شاملة، وما سوف تخلفه من اضرار ودمار وسقوط ضحايا وجرحى بالالاف، ولكن ما اعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق عن كشف اكثر من محاولة كان تنظيم «داعش» الارهابي يخطط لها ويستكشف المواقع المناسبة لتنفيذها في خلال الاشهر القليلة الماضية، حول الانظار والاهتمام الى الداخل اللبناني خصوصا ان ما اعلنه المشنوق تزامن مع معلومات بالغة الخطورة، تفيد بأن الاجهزة الامنية احبطت مخططاً لـ«داعش» كان هدفه تنفيذ تفجيرات في بيروت ومناطق اخرى، وقد وضع القضاء يده على القضية، ويجري تحقيقاته بسرية تامة لعدم اعطاء اي فرصة لهرب متورطين تتم الان ملاحقتهم، ولكن المعلومات الاولية تشير الى ان حانات ومقاه ومرابع ليلية في بيروت كان مخططاً لها ان تكون من ضحايا هذا العمل الارهابي الذي يشبه الى حد بعيد التفجيرات والاعتداءات التي حصلت في العاصمة الفرنسية باريس، وقد كشف القاضي سمير حمود النائب العام التمييزي في لبنان عن جانب من هذا المخطط اعترف به عدد من الموقوفين الذين اكدوا ان العمليات كانت تستهدف بعض الديبلوماسيين بعد رصد تحركهم في المناسبات الرسمية والاجتماعية حيثما تواجدوا، دون توفير مواطنين او شخصيات سياسية، وقتل اكبر عدد ممكن، اما لماذا قرر تنظيم «داعش» توجيه جرائمه الى الداخل اللبناني، فان احد الموقوفين اعترف بان التنظيم بعدما بدأت الحلقة تضيق عليه في سوريا والعراق ومعظم الدول، بسبب هجمات قوات التحالف الدولي من جهة، والتدابير الأمنية الواسعة المتخذة من جهة ثانية، يريد ان يثبت قدرته على الفعل والتحرك، فقرر ان يكون لبنان ساحته لايصال رسائله الدموية الى كل العالم، وتشير المعلومات غير المؤكدة بعد من الجهات الرسمية ان الاستهداف الارهابي سيطول التجمّعات البشرية على انواعها، بما فيها دور العبادة والحفلات والمهرجانات، وقد لوحظ ان التدابير الأمنية المشددة عادت الى الضاحية الجنوبية كتدبير وقائي من اي اعتداء محتمل.

* * * * *

في الوقت الذي ينصرف فيه السياسيون بعد انتهاء الانتخابات البلدية والاختيارية، الى مراجعة حسابات الربح والخسارة، وتحليل النتائج، لمعرفة اي قانون للانتخابات النيابية هو الأنسب والأربح، وقد يطول الدرس، ويتعذّر التفاهم على القانون الافضل لتظهير الصيغة اللبنانية القائمة على المساواة والعيش المشترك، ويبقى قانون الستّين «الفزّيعة» التي يهوّل بها الخائفون من الشعب، تنصرف الاجهزة الأمنية على اختلاف أنواعها وقدراتها، الى السهر الدائم، وتحليل نتائج أعمالهم اليومية بملاحقة الارهاب والارهابيين وكشف نيّاتهم، وفكفكة خلاياهم النائمة والمستيقظة، وتعطيل مخططاتهم، حماية للشعب والوطن، ومن اقل واجبات المواطنين العاديين والمسؤولين السياسيين، حماية ظهر هذه الأجهزة، بسلوكهم الوطني والاجتماعي، ويعيدوا الى التداول العملي شعاراً رفع في الخمسينات، ان «كل مواطن خفير» لأن التحديات كبيرة والكارثة ستكون اكبر اذا بقي اللبنانيون متفرّقين كما هم اليوم.