IMLebanon

لا تمرير لنفط “داعش” عبر لبنان المسح الأمني الأوّلي يدحض معلومات كيري

لم يكن ينقص لبنان إلا أن يتهمه وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن “داعش” يمرّر النفط الذي وضع يده عليه عبر أراضيه. ويسارع المسؤول الاميركي الى ان ثمة احتمالاً من اثنين، لبنان او تركيا، ويرى ان تلك هي المادة التي يستمد منها قوته المالية. كلام كيري لم يكن رداً على سؤال صحافي، بل جاء في سياق شهادة أدلى بها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي أول من أمس الاربعاء.

واللافت انه رد على سؤال لأحد الشيوخ عن ان لبنان كما تركيا يتعاون مع بلاده من أجل وقف تهريب نفط “داعش”. ورجحت مصادر ديبلوماسية ان يكون كيري أثار هذا الموضوع مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يوم الاثنين الماضي خلال لقاء جمعهما على هامش مؤتمر “الأمن والاستقرار في العراق” الذي كان قد دعا اليه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وعقد في مقر وزارة الخارجية الفرنسية على مستوى وزراء الخارجية. وافاد مصدر امني “النهار” ان ثمة متابعة للتدقيق في صحة ما ادعاه كيري لمنع تهريب نفط “داعش”. وفي الاستقصاءات الأولية، وخلال المسح السريع للطرق التي يمكن ان يسلكها مثل هذا النفط، لم يتبين ان المعلومة الأميركية صحيحة حتى الآن.

وانتقد مصدر حكومي الاحتمال الذي ساقه كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، لأنه غير مثبت، ويزيد الضغط على لبنان الذي يكفيه ما يعاني من هذا التنظيم الذي شارك في الهجوم على مراكز للجيش في عرسال وجرودها، الى جانب “جبهة النصرة”، وأدى الى شهداء من الضباط والعسكريين وخطف عسكريين من الجيش وقوى الامن الداخلي بقي منهم 26 جندياً بعد الافراج عن آخرين.

وأشار الى أنه فات كيري أن لبنان شريك في اجتماعي جدة وباريس لمكافحة هذا التنظيم الارهابي، وانه موقّع البيان الختامي، وان الخبراء العسكريين الذين يشرفون على برنامج تسليح الجيش وتدريبه قدروا عالياً المعركة التي خاضها ضد “داعش” و”النصرة”، متسائلاً كيف له ان يسمح بتمرير النفط في أراضيه، ولا سيما أن الجيش عزل عرسال عن جردها؟ ومن أي طريق او خط يمكن التنظيم تمرير النفط؟ والى أي بلد؟

ومما يزيد القلق، أن “داعش” و”جبهة النصرة” تضغطان على الحكومة وتخيفان في الوقت نفسه ذوي المخطوفين من العسكريين بالقول ان صبرهما قد نفد، لأن الحكومة لا تتجاوب مع شروطهما الكثيرة، ومعظمها غير مقبول، فيما تلوح “النصرة” بذبح جندي ثالث في حال عدم تلبية مطالبها.

وسأل من هي الجهات التي تحيك المكائد للبنان وتسعى من حين الى آخر، تارة الى سورنته وأخرى الى عرقنته، لكن حكمة قادته وسهر الجيش على الاستقرار الامني يتغلبان على النيات السيئة التي يبيّتها هذا التنظيم.

وأعرب عن دهشته للحالة التي وصلت اليها الأمور من جراء ما يحاول “داعش” فرضه للافراج عن سجناء في روميه، علماً ان التنظيم متهم بقتل عسكريين في معركة نهر البارد وفي حوادث أخرى.

ومما يزيد القلق، تهديد “داعش” وفق بعض التقارير الامنية، بتعبئة يلجأ اليها ناشطون في عدد من المناطق، ولا سيما الحدودية منها الملاصقة لسوريا.