IMLebanon

لا تلعبوا بالنار

 

 

فوجئت بالثقة العالية التي يتمتع بها رئيس مجلس إدارة بنك بيروت، وفوجئت أكثر بإعطائه المواطنين الطمأنينة خصوصاً في هذا الجو الموبوء بالشائعات المغرضة بحق لبنان وبحق اللبنانيين وبحق الاقتصاد اللبناني، إذ إنّ الصورة التي يحاول البعض إظهارها على الصعيد السياسي، وحتى على صعيد رجال الدين، الذين لم يبق أي منهم إلاّ وطلع بالنظريات وكأنه خبير مالي واقتصادي.

 

في هذا الجو جاء مَنْ له الحق في أن يقول الحقيقة من موقعه واختصاصه، ذلك أنّ الاستاذ سليم صفير هو صاحب أحد أكبر مصارف لبنان، ليشرح بالأرقام الوضع الحقيقي للمصارف.

 

وتوقفت في كلامه عند النقط الآتية:

 

أولاً- إنه مع تخفيض الفائدة ولكن هذا بحاجة الى استقرار أمني وسياسي.

 

ثانياً- طمأن اللبنانيين الى ملاءة المصارف، إذ وصلت الودائع الى 250 مليار دولار وهذا رقم كبير بالنسبة الى لبنان.

 

ثالثاً- سُئل عن شائعة راجت حول أنّ البنوك لن تسمح بالتحويلات أو بسحب الأموال… فأجاب بثقة كبيرة انّ المصارف جاهزة لدفع أي مبلغ يريد صاحب الوديعة أن يسحبه وبالعملة التي يريد، قالها ورددها غير مرة بثقة عالية.

رابعاً- تحدّث عن تطوّر هذا القطاع من 30 سنة حتى اليوم كيف كان وكيف صار، فكانت الودائع 33 ملياراً وصارت 250 ملياراً… والبنك المركزي كان لديه بضعة ملايين دولار فصار لديه نحو 40 ملياراً من دون احتساب قيمة الذهب التي لا تقل عن 15 مليار دولار.

 

خامساً- تحدّث عن الهندسة المالية التي نفذها حاكم مصرف لبنان، فقال بوضوح كامل: ان هذه الهندسة أدخلت الى الأسواق المالية اللبنانية 10 مليارات دولار، وهو رقم مهم جداً بالنسبة الى لبنان.

 

سادساً- دافع عن سياسة حاكم مصرف لبنان الذي ثبت سعر صرف العملة الوطنية بالرغم من الحروب والمشاكل السياسية وعدم إقرار الموازنة وإقفال مجلس النواب والفراغ الرئاسي… ومع ذلك بقي هذا القطاع قوياً ومتماسكاً غير قابل للإهتزاز.

 

ذكرني الاستاذ سليم صفير بغبطة البطريرك صفير، شفاه الله، الذي كان، في أصعب المحن، يعطي بصيص أمل للمواطنين للتمسّك بأرضهم، وأنّ الوطن هو الخيار الوحيد.

 

وأخيراً، لا يمكن لإبن عائلة صفير إلاّ أن يكون من مدرسة غبطة البطريرك صفير أمده الله بالعافية.

 

عوني الكعكي