Site icon IMLebanon

لا تلعب بالنار

“لا تلعب بالنار بتحرق صبيعك… واللي بيشتريك بيرجع ببيعك”

هذا المثل السائر أكثر ما ينطبق على إيران التي يبدو أنها سائرة الى اللعب بالنار الاميركية…

كنا نظن أنّ الرئيس حسن روحاني رجل معتدل ورجل حوار ويعرف اللعبة الدولية ويحسن وزن كلامه، ولكن صدمنا عندما استمعنا إليه يهدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعواقب مواقفه تجاه إيران، خصوصاً أنّه يعلم جيداً أنّ قبله كثيرين من الرؤساء والقادة والسياسيين في العالم هددوا أميركا وكانت نتائج تهديداتهم وخيمة عليهم، فكان مصيرهم مزبلة التاريخ، من شاه إيران الى معمّر القذافي الى صدّام حسين وإلى بشار الأسد حالياً، هؤلاء الأغبياء يجهلون قوانين اللعبة الدولية.

قليلون هم الزعماء الذين يعرفون اللعبة الدولية وأصولها وكيف يحكمون.

هنا نعطي مثالاً الرئيس حافظ الأسد الذي حكم سوريا 30 سنة لم يصدر خلالها قرار دولي ضدّه، بينما ابنه المجرم ما إن وصل الى الحكم حتى تحدّى الاميركي في العام 2004 يوم التمديد لاميل لحود، وعلى أثر ذلك صدر القرار 1559 رغم أنّ نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج كان في المؤتمر المعقود في الذكرى الخمسين للإنزال الاميركي في النورماندي، بمشاركة الرئيس جورج بوش الابن قادماً من لبنان، يومها أرسل بوش ارميتاج الى سوريا ليبحث مع بشار الأسد مسألة الرئاسة اللبنانية وعرض عليه أن يتقدّم بثلاثة أسماء، وكان ممكناً أن يكون بينهم الوزير سليمان فرنجية الذي يعلم القاصي والداني انه أقرب الى السوريين خصوصاً الى بشار الذي يعتبره صديقه الخاص، أقرب إليهم من أي شخصية لبنانية أخرى، بما في ذلك اميل لحود، وهنا يلعب دور عامل التقارب في السن بين بشار وفرنجية، على أساس أن يتم اختيار أحد الثلاثة للرئاسة اللبنانية، ولكن بشار رفض وتمسّك بلحود، وكان القرار 1559.

أين هي سوريا اليوم قياساً الى سوريا حافظ الأسد؟ لقد أصبح القرار في يد الروس من بوتين الى أصغر جندي روسي في سوريا؟!

نعود الى روحاني الذي يبدو أن يظن أنه يتعامل مع الاميركي كما يتعامل مع الايرانيين خصوصاً الملالي الذين يبرعون في “التقية”.

ننصح ونذكر روحاني أنه لولا السلاح الاميركي (فضيحة إيران غيت) في الحرب مع العراق لكان هذا النظام الايراني في خبر كان منذ ذلك التاريخ.

ولولا الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما الذي يُعتبر الأفشل في تاريخ أميركا لكان هذا النظام، أيضاً، في خبر كان.

هذا النظام تسنّت له فرصة تاريخية ليحقق مشروعاً هو اميركي في الأساس، خطط له كيسنجر… وذلك عندما أعطي العراق مجاناً، وكان القرار الأول إلغاء الجيش العراقي الذي لو بقي لما حدث في العراق ما يحدث من تفجيرات وفوضى وعدم استقرار، وما كان لا “داعش” ولا ماعش ولا فاعش واخواته لهم وجود لو بقي الجيش العراقي البطل موحداً كما كان في زمن صدّام.

وأعطيت إيران فرصة ثانية هي السيطرة على سوريا كون بشار فاشلاً.

ومع ذلك لم تنجح إيران سوى في أمرٍ واحد هو المزيد من الفتنة بين المسلمين وتنفيذ المشروع الأساسي الايراني وهو التشييع والفتنة الكبرى.

اليوم، بعد هذا الفشل كله، ستعود إيران الى ما كانت عليه من قبل: الى داخل حدودها، فلا صواريخها ولا قاسم سليمانها ولا حرسها الثوري سينفعونها.

عوني الكعكي