Site icon IMLebanon

لا تلعبوا مع ترامب  

يبدو أنّ اللوبي اليهودي بدأ يشعر بخطر مواقف وكلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إقامة دولتين في فلسطين المحتلة، من هنا جاء تعيين المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي مدعياً عاماً خاصاً للتحقيق في قضية التخابر وعلاقات ترامب مع الروس هو روبرت مولر.

وهذا يؤجج الأزمة بما يشمل رئاسة ترامب، علماً أنّ الرئيس كان قد أقال مدير الـ”اف.بي.آي” جيمس كومي بسبب الإشتباه بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الاميركية علماً أنّ ترامب قال إنّه يتعرّض الى “أكبر حملة اضطهاد تستهدفه سياسياً في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية متهماً حملة هيلاري كلينتون الانتخابية ورئاسة أوباما بالقيام بأعمال إرهابية ومع ذلك لم يُعيّـن مدّعٍ خاص إطلاقاً للتحقيق.

عضو مجلس الشيوخ الديموقراطية ديان فينستيان علقت على تعيين المدّعي الجديد بقولها إنّ بوب كان مدّعياً عاماً فيدرالياً جيداً ومديراً عظيماً لمكتب التحقيقات الفيدرالي ولن نجد أفضل منه لهذا المنصب.

وحتى النائب الجمهوري جيسون تشافيتز غرّد قائلاً: بوب مولر خيار ممتاز وسيرته لا غبار عليها… والسيناتورة الجمهورية سوزان كولينز قالت إنّ مولر “خيار ممتاز”.

وكان لهذا التعيين وتعليق ترامب عليه تداعيات فورية منها أنّ القلق امتد ليشمل أوساط الأعمال، وأنهت بورصة وول ستريت يومها على أكبر تراجع منذ انتخاب ترامب في تشرين الثاني الماضي.

نتوقف عند هذه التطورات لنقول إنّنا لأوّل مرة نشعر أنّ هناك رئيساً أميركياً تفهّم واقتنع بإقامة الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية جنباً الى جنب، وهذا ما لا يمكن أن تقبل به تل أبيب لأنها تعتبر أنّ هذا المشروع سيكون بداية نهايتها، لأنها لا يمكن أن تسمح بإقامة دولة فلسطينية مهما كانت الأسباب، وتعتبرها نذر زوالها، هذا أولاً.

ثانياً- الى ذلك فإنّ ترامب لم يبادر الى تنفيذ تعهده بنقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس، لذلك يريدون أن يمارسوا عليه أقسى الضغوط.

ثالثاً- ثم أنّ إسرائيل تستفيد من بقاء “داعش” والتطرّف المقابل عموماً، ولا تريد إنهاء هذا التنظيم، فالتطرّف الديني بحاجة الى تطرّف ديني… فإذا انتهى التطرّف الاسلامي فلا بدّ من أن ينتهي التطرّف اليهودي المقابل.

رابعاً- ثم أن يأتي ترامب الى المنطقة للمشاركة في ثلاث قمم تاريخية في المملكة هو اهتمام أميركي رفيع غير مسبوق… وهذا الإهتمام ينطلق من المملكة العربية السعودية بالذات، ومن أرض عربية وإسلامية بامتياز، وهذا لا يريح إسرائيل.

خامساً- والذين يعرفون ترامب عن قرب يعرفون أنه رجل محارب، وعندما يقتنع بأمر ما فسيمشي ولن يردعه رادع عن المضي في مشروعه… وهذا ما يزيد نسبة الخوف عند الجانب الاسرائيلي.

وأخيراً، نصيحة الى من يلعب الفأر في عبّهم ألاّ يلعبوا مع ترامب.