IMLebanon

لا تهزه واقف  على شوار

يخشى ان الهدنة السورية على هشاشتها، رفعت من حرارة الطقس اللبناني السريع الالتهاب، ورغم التطمينات الاقليمية والدولية الضامنة للاستقرار اللبناني، فإن موقفاً تمثيلياً تلفزيونياً خارج لبنان، كاد أن يجرّ الداخل اللبناني الى ما هو أسوأ…

انه الاحتقان المتفاقم، وتراكم محفزات الشرّ، وغياب الحوار المجدي أو المنتج، كل ذلك جعل الأطراف تبلغ حدود المواقف، بلا هوامش للتهدئة أو للأخذ والرد، ما يؤكد مجدداً على ان حصان الحلّ اللبناني مربوط بعربة الصراع الاقليمي، وبلا أمل في الفكاك.

ولم تعد المسألة مسألة تهويل بالمواجهة، وباحتمال نقلها الى الداخل، بل انها أصبحت على الأبواب، وما حصل بالأمس في شوارع بيروت والمناطق، أو ما حصل في مقابله بطرابلس، قد يعتبره البعض مجرد عرض للعضلات، بينما رأى فيه البعض الآخر، بمثابة مناورة بالذخيرة الخلّبية.

وواضح ان العصا بيد المايسترو الاقليمي، ولكن بين عازفي الداخل الكثير من العقلاء، ولئن كان بينهم متراخون، قليلو المبادرة، مع ان الدستور منحهم صلاحية حسم الموقف والخيارات.

بعض الأوساط الدبلوماسية ترى انه كان سهلاً على وزير الخارجية جبران باسيل اعتماد الخبرات الدبلوماسية في وزارته، عبر الالتزام بالاجماع العربي وادانة الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في ايران، أقله بمثل ما فعلت الحكومة الايرانية، أو ممثل العراق، مع تحفظه على ادراج حزب الله، على لائحة الارهاب، لكنه لم يفعل، انما آثر المزايدة حتى على الموقف الايراني، ولغايات في نفس التيار الوطني الحر… قابله إحجام وتردد من قبل الحكومة، حتى وصلنا الى هذه الحافة…

وتذكر الأوساط، بأن الاجماع الذي هو شرط صدور القرارات في الجامعة العربية، وضع أساساً من أجل لبنان، الفريد من نوعه بين دول العرب، وحتى لا يلزم بقرارات تتخذها الأكثرية العربية من دون رغبة منه، أو رغم ارادته، فاذا بوزير الخارجية ومن خلفه الحكومة التي ماشته عملياً، يكون المبادر الى خرق هذا الاجماع، وأضافوا الى ذلك القول إنه بين الاجماع العربي والوحدة الوطنية، فإن اللبنانيين مدعوون لاختيار الوحدة الوطنية، وكأن الاجماع العربي مناقض للوحدة الوطنية، أو ضارب لها، وهذا ما يمس بجوهر انتماء لبنان العربي.

وفي ضوء التصعيد الدراماتيكي للأحداث تتساءل الأوساط، على أي قاعدة سيستمر الحوار الثنائي بين المستقبل وحزب الله، أو ما بعده الحوار الجامع في عين التينة؟

واقع الحال ان الرهان كبير على تحرك منتظر للرئيس نبيه بري العائد من بروكسيل، على مختلف المحاور السياسية، وفي طليعتها محور المستقبل ورئيسه سعد الحريري، فالاستحقاقات الآنية كثيرة، من جلسة الانتخاب الرئاسية المرشحة للتأجيل بعد تعذر اقناع المرشح سليمان فرنجيه بالنزول الى المجلس، ووضوح موقف الرئيس نبيه بري الرابط دخول نواب كتلته الى القاعة بدخول كتلة الوفاء للمقاومة، الى البحث مع الحريري وسلام عن منفذ أو مخرج من دوامة خرق الاجماع العربي، ترضي العربية السعودية، التي تعتبر أنها من بيت أخيها الصغير ضربت، ولا تجرح الوحدة الوطنية، والا فان فعالية الحكومة السلامية ستكون على المحك، وحالة وزراء المستقبل، لا تهزه واقف على شوار… –