Site icon IMLebanon

لا تضيعوا البوصلة

 

إنهم يأتون إلينا موفدين وراء موفدين…

 

دائماً يوفد الاميركيون مبعوثاً الى لبنان ممثلاً الكونغرس أو البنتاغون أو، طبعاً، البيت الابيض ووزارة الخارجية.

 

وما إن نودّع المبعوث الاميركي حتى يأتينا مندوب فرنسي على شاكلة الاميركي…

 

ثم مبعوث أوروبي،

 

ومن ثم مبعوث بريطاني (الخ…)

 

أمّا نصائحهم العظيمة فيشفعونها بالتوجيهات والتحفظات! مثال ذلك: حزب الله يمثل إيران، حزب الله يأتمر بأوامر إيران، حزب الله إرهابي لمصلحة إيران، حزب الله ذهب الى ڤنزويلا وانخرط في عمليات التهريب وتبييض العملة وتجارة السلاح (…).

 

والسؤال الذي يطرح ذاته:

 

هل الدولة اللبنانية تستطيع أن تحاسب الحزب؟

 

الجواب: طبعاً، لا!

 

لأنّ ميزان القوى هو، اليوم، لمصلحة حزب الله.

 

قديماً كان يُقال: إذا أردت قتل الأفعى تقطع رأسها ولا تكتفي بقطع ذنبها.

 

وقديماً أيضاً قال الشاعر الجاهلي أبو اذينة:

 

«لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها/

 

إن كنت شهماً فاتبعْ رأسها الذنبا»

 

وإذا كانوا جادين فعلاً في محاربة إيران نذكرهم بالآتي: عشر سنوات من المفاوضات بين الـ(5+1) مع إيران.

 

في 1981 دمرت إسرائيل المفاعل النووي العراقي، وبعد تدميره أعلنت ذلك.

 

في 2007 دمرت المفاعل النووي السوري في دير الزور… وبعد وقت طويل أعلنوا الخبر.

 

أولاً- لماذا التعامل بمعيارين مع العالم العربي ومع إيران؟

 

هل لأنّ العالم العربي حليف لأميركا وأكبر مشتر للسلاح الاميركي؟

 

ثانياً- عند اندلاع الثورة السورية في 2011، بدأت تظاهرات سلمية، وبعد ستة أشهر تحوّلت عنفية وتبع ذلك استعمال بشار الأسد الاسلحة الكيميائية في الغوطة.

 

وجاءت الأساطيل الاميركية الى المنطقة لتحاسب… ولكن بدلاً من المحاسبة عقد الاميركي اتفاقاً مع الروسي وأوكل إليه مهمة نقل السلاح الكيميائي الى خارج سوريا.

 

والعجيب – الغريب أنّ إيران التي يعتبرونها عدوّة للغرب، وهي موجودة في سوريا و»حزب الله» كذلك، فلماذا لم يمكنوا المعارضة من محاسبة إيران وتركوا الجانب الروسي يوفّر لإيران وللحزب الحماية… ويطالبوننا في لبنان أن نتولى هذه المهمة المستحيلة نيابة عنهم؟

 

نتمنى على الاوروبيين والاميركيين وأمنا الحنون فرنسا، إذا كانوا فعلاً حرصاء على لبنان ويريدون مصلحته جدياً، فالطريق الصحيح لمساعدة لبنان هو في الضغط على إيران لتوقف دعمها لـ»حزب الله»، وبعدها يستطيع لبنان أن يستعيد توازنه، وأن تفرض الدولة سيطرتها على المناطق كلها، وهذا ما ليس قائماً اليوم.