Site icon IMLebanon

هل يدفع الانسحاب الروسي إلى خروج «حزب الله»

هل يدفع الانسحاب الروسي إلى خروج «حزب الله»

من سوريا أم يجعل الأسد أكثر تمسكاً به لحمايته؟

أثار الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا تساؤلات عديدة عن توقيته وأبعاده وارتباطه بمسار الحل السلمي، في ظل استمرار الهدنة الهشة القائمة، في وقت اعتبرته أوساط سياسية مراقبة، بأنه لممارسة مزيد من الضغوطات على رئيس النظام السوري بشار الأسد، للقبول بالحل السياسي للصراع في سوريا والذي دخل عامه السادس، بعد التقدم الذي أحرز في الاتصالات الروسية الأميركية التي استطاعت تهيئة المناخات لاستئناف محادثات جنيف بين النظام والمعارضة، على أمل أن تقود إلى إنهاء العنف والدخول في المرحلة الانتقالية للبحث في مستقبل سوريا. وإذا كان الانسحاب الروسي قد حصل بالتنسيق مع النظام السوري، أو كان مفاجئاً له، سيما في ظل معلومات تشير إلى أن الرئيس الأسد لم يكن مطلعاً على كامل تفاصيله، إلا أن ما يهم لبنان بالدرجة الأولى من هذا الانسحاب، يتركز على انعكاساته المتوقعة داخلياً وما إذا كان سيدفع «حزب الله» المنغمس في الحرب السورية، إلى إعادة النظر في قراره الاستمرار في الدفاع عن النظام السوري والعودة تالياً إلى لبنان، وما إذا كانت هذه العودة، في حال حصولها، ستساهم في إيجاد حلول للأزمات الداخلية وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي؟

متابعون لمسار التطورات السورية، سيما ما يتصل بمشاركة «حزب الله» في الحرب الدائرة إلى جانب نظام الأسد، يعتبرون أنه من المبكر الحكم على تداعيات الانسحاب الروسي العسكري من سوريا وتحديداً على مصير وجود «حزب الله» في هذا البلد، لأن الأمور بحاجة إلى مزيد من الوقت للإحاطة بتفاصيل قرار الرئيس الروسي بسحب قواته من سوريا، وبالتالي فإنه من السابق لأوانه معرفة التوجه الذي سيسلكه «حزب الله» على الصعيد الميداني في الداخل السوري، خاصة وأن النظام السوري الذي لا يبدو من المعطيات المتوافرة سعيداً بالقرار الروسي، اعتمد بشكل أساسي قبل التدخل العسكري لموسكو، على «حزب الله» لتجنب هزيمة كانت ستلحق به على أيدي مسلحي «داعش» والمعارضة، حيث خسر أكثر من نصف الأراضي السورية وباتت قواته العسكرية في وضع لا تُحسد عليه أبداً.

ومن هنا، وكما يقول المتابعون، فإن الأيام والأسابيع المقبلة وحدها الكفيلة بإظهار طبيعة التداعيات المتوقعة للقرار الروسي على لبنان وتحديداً بالنسبة إلى «حزب الله»، رغم أن هناك تحليلات يرى أصحابها، بأن حاجة نظام الأسد إلى «حزب الله»، ستكون أكثر بعد الانسحاب الروسي، في ظل ظروفه السياسية والعسكرية غير المريحة، ولربما دفعه ذلك إلى التمسك أكثر فأكثر بالحليف الإيراني وحلفائه وفي مقدمها «حزب الله» وميليشيات عراقية، إذا فشلت المفاوضات السياسية ولم يتحقق الحل السياسي للأزمة، وهو ما سيدفع «حزب الله» إلى الاستجابة لطلب حليفه الأسد، بتوجيه إيراني، ما يعني إطالة أمد الأزمات في لبنان وتعثر الحلول وإبقاء الشغور الرئاسي الذي يستعد لدخول عامه الثالث قائماً، مع ما له من مخاطر سياسية وأمنية، بالتوازي مع شل عمل المؤسسات وتعثرها.

لكن في مقابل ذلك، فإن هناك وجهة نظر أخرى، يشير متبنوها إلى أن الحل السياسي الذي يعمل عليه في سوريا، سيقود إلى حصول انفراجات في لبنان، بعد أن أيقنت الأطراف الإقليمية والدولية أن لا مفر من سلوك طريق الحل السياسي للصراع الدموي في سوريا، بحيث أن الروس أرادوا من خلال انسحابهم من سوريا، أن يمهدوا الطريق لهذا الحل، وإن كانوا يعتقدون أن الطريق قد يكون طويلاً، لكن آن للحرب المستمرة منذ خمس سنوات، أن تتوقف وأن يبدأ السوريون حواراً لوضع حد للمأساة القائمة، وبالتالي فإنه عندما يتم التوافق على وقف الحرب في سوريا، فإن «حزب الله» سيجد نفسه مرغماً على الخروج من سوريا عاجلاً أم آجلاً والعودة إلى لبنان، وهذا من شأنه أن يخفف من الاحتقان السياسي والطائفي والمذهبي القائم في البلد، باعتبار أن انسحاب الحزب من سوريا، كان مطلباً لقسم كبير من اللبنانيين على مدى السنوات الماضية، ومن الطبيعي عندها أن يقود ذلك، إلى وضع الحلول للأزمات الداخلية على سكة الحل، على أمل التوافق على رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وقيام المؤسسات بدورها.