Site icon IMLebanon

هل ينجح روكز في جمع عون والحريري؟

تتجه الانظار اليوم الى ما سيقوله الرئيس سعد الحريري في اطلالته الرمضانية الاولى وما ستحمله من ردود على اهل البيت المستقبلي وباتجاه من تبقى من حلفاء وخصوم، عشية جلسة مجلس وزراء «متفجرة»، ومجلس نواب غارق بين قانون انتخابات نيابية عقيم وملف انترنت هجين تحول الى سلاح اول في معركة رئاسية غير محددة المعالم، دون اسقاط الهاجس الامني الذي عاد بقوة الى الواجهة مع ارتفاع منسوب التهديدات من تفجيرات واستهدافات،غير بعيدة عن الاستثمار في الرئاسة.

في الانتظار تعيش الرابية تفاؤلا حذرا تكون من مجموعات اشارات توحي بوجود محاولة ما يجري العمل عليها،حيث تتحدث مصادر عونية في هذا الإطار عن نجاح العميد شامل روكز في احداث خرق في جدار العلاقة مع بيت الوسط قد يترجم لقاء بين الشيخ سعد والجنرال ميشال عون، يطلق جولة لقاءات بين الجنرال وعدد من القيادات بندها الاساسي كيفية العمل على إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي وتفاصيل ترشيحه، فضلا عن البحث في إمكانية ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة تسهيلا للحلول، على ان يبنى على نتائجها، لافتة الى أنه من المبكر الحديث عن مطالب السلّة الكاملة او أي شيء من هذا القبيل.

زوار العماد عون، بدورهم، ينقلون عنه ارتياحا غير مسبوق، يستند الى قراءة دولية – اقليمية للتطورات في المنطقة، تنطلق من ان ما يحصل في سوريا يجري بما تشتهيه سفن المحور المقاوم،  ما انعكس قناعة بدأت تتولد تدريجيا لدى الاطراف السياسيين بضرورة التخلي عن الترشيحات الاخرى والسير بخياره، من رسالة المملكة من خلال دعوته الى عشاء السفارة الجامع،مرورا بكلام وزير العدل أشرف ريفي بعيد فوزه في انتخابات طرابلس حيث تحدث عن معطيات يملكها حول استحالة وصول رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة، ودعوة  الحريري للسيد نصر الله لجمع فرنجية وعون والخروج بمرشح واحد، الى قنبلة وزير الداخلية، وصولا الى  اعلان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط انه لن يمانع انتخاب عون رئيسا اذا كان الامر محط اجماع مسيحي.

كلام البيك، ينطلق بحسب مصادر نيابية، من فكرة إنتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين، والتي سبق والبست للبطريركية المارونية زورا، بعدما بينت الوقائع ان الطرح خارجي بامتياز بهدف تأمين فترة انتقالية تحقق الاستقرار الذي تنشده الدول المعنية بالمفاوضات السورية في لبنان، وليس من زاوية تسهيل انتخاب ميشال عون فقط، كاشفة ان جنبلاط التقط هذه الإشارات ومرّر رسالة الى كل من الرئيسين الحريري و بري مفادها أن مَن تبنى ترشيح النائب سليمان فرنجية يمكنه تبنّي ترشيح عون.

قراءة لا تنفيها اوساط سياسية عليمة بكواليس الاتصالات الجارية، مشيرة الى نوع من مرونة مستجدة لدى بعض الاطراف السياسية تصب في خانة تسهيل انجاز الانتخابات الرئاسية، تحت ضغط الاوضاع الامنية الخطيرة، والاقتصادية المتردية نتيجة العقوبات الاميركية المفروضة على «حزب الله» ماليا،والتوتر مع دول الخليج، مستدركة بان كل ذلك لا يعني وصول القطار الرئاسي الى محطة بعبدا في ظل غياب اي معطيات اقليمية جديدة، مع استمرار تمسك طهران بورقة الاستحقاق مقايضة الافراج عنها مقابل دور لها في المنطقة، وضمان مصير سلاح حزب الله والتثبت من عدم احراجه مستقبلا ومساءلته عن مشاركته في الحرب السورية، من جهة، وعدم وجود اي اشارات يبنى عليها عن تسليم الرياض بحليف ايران رئيسا في لبنان.

من جهتها نفت مصادر مقربة من المستقبل وجود هكذا اجواء، متحدثة عن رفض لدى عدد كبير من نواب الكتلة لخيار انتخاب العماد عون رئيسا،لافتة الى أن التيار الازرق يعكف حاليا على تقييم نتائج الإنتخابات البلدية لاستخلاص العبر في حين أن النصائح التي توجّه له لترميم بيته الداخلي يجوز أن تعمّم، مؤكدة ان مرحلة الكلام عن العودة عن ترشيح فرنجية او ترشيخ آخر لا تزال مبكرة، خاصة ان  الحريري يحاول احتواء الضربات التي وجهت للترشيح وشن هجوم مضاد بالتنسيق مع البيك الزغرتاوي، الذي هو على اتصال وتنسيق يومي معه في كل المواقف، ذاكرة في هذا المجال الرد على الشيخ نعيم قاسم الذي اطلعت بنشعي عليه قبلا، مشيرة الى أن الكلام عن التفاوض مع العماد عون في الوقت الراهن لا يزال مجرّد تمنيات وان الحريري من شأنه ان يوضح هذه النقطة وسواها تباعاً، معربة عن اعتقادها أنه في المرحلة السابقة لم يكن الحوار مع مشجّعاً وهذا أمر لم يتبدّل.

محصلة كل ذلك باختصار، لا رئيس من الاقطاب ولا رئاسة قبل الخريف،اذا ما قيست مواقف جنبلاط بميزان بكركي وفق «عياره» الاخير.