Site icon IMLebanon

هل يصبح سليماني الرئيس المقبل لإيران؟

ليس لدى حسن روحاني سوى القليل من «الأصدقاء» في العالم يمتدح «ثوريتهم» ويشيد بتماهيهم مع «المبادئ الإيرانية» ويتشارك وإياهم الرؤية ذاتها إلى «الوضع الدولي». فبالإضافة إلى التحالف الدموي لبلاده مع «الثوري» الإقليمي بشار الأسد، خصّ الرئيس الإيراني كلاً من النظامين المتهالكين في فنزويلا وكوبا بزيارة شددت على «التطابق في وجهات النظر»، مبدياً إعجابه بما قدماه إلى شعبيهما و «الشعوب الأخرى»، في وقت لا يملك هذان النظامان سوى شعارات خيالية لم يعد لها سند منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وتشظيه، في مواجهة مشاكل اقتصادية واجتماعية تصل بمواطنيهما إلى حد الجوع، من دون أي مبالغة في التوصيف.

لكن لماذا يقدم روحاني على زيارة بلدين بالذات مشهود لحكامهما بالعداء للأميركيين، فيما وزير خارجيته جواد ظريف يبحث عن وسيلة لاستعطاف الأميركيين أنفسهم، وإقناعهم بتخفيف ما تبقى من عقوبات تحول دون إتمام بلاده عقوداً وصفقات تحتاجها لإعادة الحياة إلى اقتصادها؟ ولماذا يلجأ إلى تحريض الولايات المتحدة والعالم في شكل سافر على السعودية، بعدما كان يحرص خلال المفاوضات النووية على ادعاء الرغبة في الانفتاح على العالم العربي؟

تعمّد ظريف قلب الأدوار، وكأن إيران ليست من يتدخل في شؤون المنطقة العربية ويمعن في فرزها مذهبياً وتحويلها إلى بؤرة لنفوذه، ويستخدم الولاءات الطائفية للسيطرة على العراق ولبنان وحشد الدعم لجزار سورية. وما كشفته السلطات اليمنية، من محاولة لتهريب أسلحة في شاحنات تحمل لوحات عُمانية، يؤكد أن طهران لا تقيم اعتباراً حتى لأولئك الذين يعتقدون بأن الحفاظ على علاقة ودية معها قد يخفف من غلوائها ويعيدها إلى الصواب.

تفسير خيارات روحاني الخارجية يكمن في الداخل الإيراني، حيث يواجه وضعاً صعباً مع اقتراب موعد «الانتخابات» الرئاسية التي ينوي خوضها للفوز بولاية ثانية.

وإذا كان التصنيف القائل بأن روحاني يمثل التيار «المعتدل» في إيران لا يقنع كثيراً من يعرف حقيقة التركيبة السياسية والأمنية التي يمسك خامنئي بخيوطها جميعاً، فإن ما يُشاع عن قرار اتخذه «المرشد» باستبداله برئيس آخر، إنما يدخل في إطار لعبة «الكراسي الموسيقية»، بعدما أدى دوره وأنجز الاتفاق في الملف النووي، ولابد الآن من المجيء بـ «متشدد» يعيد إحياء أساليب التضليل القديمة وخدعة «العداء» لأميركا وإسرائيل، علّه يحقق مزيداً من المكاسب عبر الابتزاز.

وثمة من يتحدث عن احتمال أن يكون الرئيس المقبل قائد قوة التدخل الخارجي في «الحرس الثوري» قاسم سليماني الناشط في العراق وسورية ولبنان، والذي يتم «تظهيره» في شكل واسع حالياً في وسائل الإعلام الإيرانية التي تطلق عليه أوصافاً خارقة، وقلما يغيب عن مناسبة يحضرها خامنئي. بالإضافة إلى الرئيس السابق أحمدي نجاد الذي يحضّر نفسه أيضاً للعودة.

وهذا الاستبدال يتطلب «تعبئة شعبية» لتبريره والترويج له، ولهذا كثرت أخيراً إلى حد لافت تحرشات زوارق «الحرس» بالسفن الحربية الأميركية في الخليج، وتعددت انتقادات المراجع والبرلمانيين المتشددين لـ «النتائج الهزيلة» التي أسفرت عنها «التنازلات المقدمة للأميركيين»، فيما نسف التصعيد الميداني الإيراني محادثات السلام اليمنية، وعاد الحديث عن دور أكبر لميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية في العراق، وأرسلت طهران المزيد من المساعدات العسكرية إلى نظام الأسد.

والواضح أن روحاني يحاول التشبث بمواقعه، وإظهار أنه لا يزال «صالحاً للخدمة»، فصار يغرف من معين «الثوريين» نفسه، لتأكيد أنه لا يخرج على رغبات خامنئي وتكتيكاته. لكن ذلك لم يحل دون أن يقطع التلفزيون الحكومي قبل أيام نقل خطاب له بعدما سخر فيه من نجاد.