IMLebanon

هل لا يزال وجود 14 آذار حاجة كما في السابق؟

تعيش قوى 14 آذار محطة مفصلية في سياق التباعد بين مكوّناتها، وبالتالي فإن الحوارات الحاصلة اليوم كان لها تأثير على واقع هذا الفريق، وعُلم في هذا الصدد أن لقاءات أقطاب قوى 14 آذار غائبة منذ فترة طويلة، ولا يقتصر الحراك فيها إلا على مستوى الأمانة العامة. وأمام ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، فإن أوساطاً سياسية متابعة، تتحدّث عن اتصالات مكثّفة تجري بين مكوّنات هذا الفريق في مرحلة أولى، لأجل الإعداد للقاء موسّع يضم سائر أطياف قوى 14 آذار، على أن يصدر بعده بيان يتناول فيه الواقع السياسي الراهن من كل جوانبه، ويتم تحديد مكان الإحتفال بذكرى 14 شباط، وطبيعة وحجم الإحتفال. وفي هذا المجال، تجري اتصالات مع الرئيس سعد الحريري الموجود في الرياض، بهدف البحث في كيفية إعادة إحياء الحراك السياسي المفرمل لجملة أسباب سياسية تتعلّق بالتباينات حول بعض الملفات منذ تشكيل الحكومة السلامية إلى اليوم، إلى التمديد للمجلس النيابي، إضافة إلى رؤية ونظرة القوى السياسية للحوارات الجارية وعدم تقديم تنازلات سبق ووقع فيها هذا الفريق.

من هنا، عُلم أن الأيام القليلة المقبلة، ستُبرز كيفية التوافق حول ذكرى استشهاد الرئيس الحريري، على اعتبار وجود آراء متعدّدة حول الإحتفال بالمناسبة، فالبعض يريدها على غرار العام المنصرم، أي أن لا تتّخذ الطابع الشعبوي، فيما هنالك من يدعو إلى عقد مؤتمر صحافي وإعلان بيان سياسي يختصر المناسبة المذكورة، بمعنى أن الحوارات الجارية ستتأثّر، خصوصاً في حال صدور بيان سياسي تصعيدي ما، قد ينسف الحوار، لا سيما إذا تطرّق إلى «حزب الله» من زاوية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والسلاح والتدخّل في سوريا. وبالتالي، فإن هنالك ظروفاً دقيقة تحول دون اعتماد ما كان يحصل في المناسبات السابقة.

بالإضافة إلى ذلك، تبدي الأوساط نفسها تساؤلات حول ما يتردّد عن حراك سياسي للنائب السابق سمير فرنجية، الذي هو في صدد إنشاء تيار سياسي جديد، أو ما يشبه الحزب، بمعنى أن ما يطرحه اليوم، قد يكون خروجاً عن قوى 14 آذار بعدما رأى أن المرحلة تغيّرت بكل عناوينها، وأن وجود 14 آذار لم يعد حاجة كما كان في مرحلة معيّنة، أدّت إلى خروج الوصاية السورية من لبنان. في موازاة ذلك، تعقد لقاءات سياسية تحت عنوان المستقلّين في دارة الوزير بطرس حرب، وتضم شخصيات ورؤساء أحزاب مسيحية منضوين في قوى 14 آذار. ناهيك إلى اللقاء الذي عقد في بكركي مؤخراً، وضم نواب وقوى مسيحية من 8 و 14 آذار لدرس الشغور المسيحي في مؤسّسات الدولة.

من هذا المنطلق، تستبعد الأوساط أن تعود الصيغة الجبهوية المتماسكة لهذا الفريق كما كانت في السابق، خصوصاً وأن مجريات الأحداث والتطوّرات المحلية والإقليمية تفرض نفسها على كل القوى السياسية في سياق المتغيّرات الهائلة، وهذا ما ينسحب على كل من 8 و 14 آذار. وعليه، فإن الأيام القليلة المقبلة ستحدّد مسار خريطة طريق هذا الفريق السيادي على حدّ قول المصادر، ومن الطبيعي، وذلك لا يخفى على أحد، فإن التباينات تشمل كل الملفات من الرئاسة إلى غيرها، وربما لاحقاً الإستحقاقات الإنتخابية والدستورية، وذلك مرتبط بالأجواء الإقليمية وكيفية تعاطي المحاور مع حلفائها في لبنان.