IMLebanon

هل يشهد الملف الرئاسي حلحلة نتيجة التطورات الأمنية الأخيرة؟

هل يشهد الملف الرئاسي حلحلة نتيجة التطورات الأمنية الأخيرة؟

لا مؤشرات توحي بحدوث تغيير في المواقف رغم بعض الانفراجات

في غمرة الضغوطات الأمنية التي يتعرّض لها لبنان بعد جريمة القاع المزدوجة، بالتزامن مع إحباط الجيش والقوى الأمنية العديد من العمليات الإرهابية التي كان آخرها ما كُشف النقاب عنه أمس، من محاولتين إرهابيتين كان يجري الإعداد لتنفيذهما خلال شهر رمضان المبارك، فإن الملف الرئاسي لا يزال يدور في حلقة مفرغة منذ أكثر من سنتين، على وقع عجز تام من قبل القوى السياسية على إحداث خرق ولو صغيراً في الجدار المسدود، من شأنه أن يفضي إلى انتخاب الرئيس العتيد، باعتبار أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التأزم والتصعيد إذا استمرت حالة المراوحة قائمة، مع تزايد المعطيات بأن لبنان سيواجه مرحلة أمنية شديدة الصعوبة، مع إماطة اللثام عن المزيد من المخططات الإرهابية التي تستهدف الساحة الداخلية.

والسؤال الذي يُطرح: هل يمكن أن تقود الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدها لبنان إلى تحرك ملف الرئاسة، على أمل حصول توافق ولو بالحد الأدنى على الرئيس العتيد؟ تجيب مصادر وزارية بالقول لـ«اللواء»، إن المنطق يقضي بأن تتحمل الأطراف السياسية مسؤولياتها وتبادر إلى حلحلة العقد التي لا تزال موجودة أمام الانتخابات الرئاسية وهذا بالتأكيد لمصلحة البلد والناس، لكن حتى الآن فإن لا مؤشرات ملموسة توحي بإمكانية حصول تغيير في مواقف هذه الأطراف وتحديداً «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، من الملف الرئاسي، باعتبار أنهما يصران على انتخاب النائب ميشال عون للرئاسة، وإلا فإن لا انتخابات، وهو ما ترفضه قوى «14 آذار» وتحديداً «تيار المستقبل» الذي لا يضع «فيتو» على انتخاب عون، وإنما يعارض سعي «حزب الله» إلى فرضه بالتعيين قبل الانتخاب، في الوقت الذي يؤكد الرئيس سعد الحريري على استمرار دعمه رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة، طالما أن الأخير ما زال مصراً على الترشح، أما «القوات اللبنانية» التي دعمت عون للرئاسة، فيؤكد رئيسها سمير جعجع أن آخر هم عند «حزب الله» انتخاب عون، ما يجعل الأمور على درجة كبيرة من الخطورة، طالما أن «حزب الله» لا يريد رئيساً للجمهورية، وإنما يريد إبقاء الفراغ، بانتظار اتضاح صورة ما يجري في الإقليم تبعاً للمصلحة الإيرانية.

وإذا كانت التطورات الأخيرة قد جعلت القوى السياسية تعيد النظر من مسألة موقفها من الحكومة وتعرب عن حاجتها إليها، فإن توقع حصول انفراج على صعيد الأزمة الرئاسة كما تقول المصادر يحتاج إلى مزيد من الوقت، ريثما تنجلي صورة الاتصالات التي تجري داخلياً، بعد مبادرة الرئيس نبيه بري وما صدر عن اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي، وكذلك الأمر على الصعيد الإقليمي بعد الانفراج الذي حصل على صعيد العلاقات الروسية التركية، لكن من دون رفع سقف التوقعات كثيراً، سيما وأن الملف السوري لا يزال يشكل محور اختلاف بين أنقرة وموسكو وتحديداً في ما يتصل بمصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، متوقعة تحركاً على الخط التركي الروسي، قد يترك انعكاساته على صعيد الوضع اللبناني، لكنه يحتاج في المقابل إلى بروز استعدادات لبنانية إلى تقديم تنازلات تواكب هذا التحرك وتدفعه قدماً باتجاه حصول توافق على انتخاب الرئيس في إطار السلة التي كثر الحديث عنها أو بدونها، سيما وأن المدخل للحل يكون بانتخاب الرئيس قبل أي خطوة أخرى.