خسر المرشح الجمهوري دونالد ترامب ولاية ويسكونسن لمصلحة تيد كروز. حاكم ولاية أوهايو جون كاسك حصد 14 في المئة من الأصوات. كاسك سبق وتوقّع أنّ ترامب يحتاج ٦٠ في المئة من أصوات المندوبين الكبار ليحصل على تسمية الحزب الجمهوري له، في حين على كروز الحصول على ٩٠ في المئة من أصوات هؤلاء المندوبين ليحظى هذا الأخير بالتسمية قبل الإجتماع العام في تموز، وإلّا سيذهب الحزب الجمهوري إلى انتخاب شخصية جديدة في الإجتماع العام. نتائج انتخابات ويسكونسن جعلت توقعات كاسك أمراً واقعاً.
ترامب الأكثر إثارة للجدل بين المرشحين طالب بالسماح للمندوبين في الإجتماع العام للحزب الجمهوري بحمل سلاح في الإجتماعات، في حين أنّ مدير حملته الإنتخابية كوري لواندويسكي مُتهم بالإعتداء على صحفية حاولت التعرّض الى ترامب.
ناهيك عن ذلك، لا يتورّع ترامب عن التهديد بالفوضى في الإجتماع العام في حال لم يسمّه الحزب الجمهوري مرشحاً له للإنتخابات العامة. هذا فضلاً عن قيام مؤيديه في أنحاء الولايات بضرب العناصر التي تعترض على سياسات ترامب.
أمر يدفعنا الى التساؤل: هل ترامب بسلوكه هذا يريد الحصول على تسمية الحزب الجمهوري بالقوة؟ ألا يعتبر ترامب بتصرّفه هذا ديكتاتورياً؟
وما يعزّز الجدل بشأن ترامب مقابلاته الصحافية، ولا سيما تلك التي أجراها الصحافي الليبرالي كريس ماثيو، حيث أعلن ترامب أنّه سيعاقب النساء اللواتي يُجهضن. فقامت القيامة عليه من جميع النساء المحافظين والليبراليين على حد سواء. فبرهن ترامب بذلك أنّه لا يستطيع اتخاذ القرارات المفاجئة، مُرعباً الجميع بسلوكه.
أمّا عندما استضافت شبكة «سي ان ان» في اجتماع صحافي الثلثاء الفائت المرشحين الجمهوريين، كل واحد منهم على حدة، تركّزت مداخلة ترامب على الدفاع عن مدير حملته الإنتخابية، واكتفى بالتحدث عن نفسه أنا… وأنا… وأنا… وبأنّه لم يتذكر إذا اعتذر من أحد في علاقاته السابقة.
أمّا كروز فهَمّه مراقبة المسلمين الأميركيين ولم يستطع الجواب عن اعتذاره لأخطاء فعلها سابقاً، في حين يسجّل لكاسك أنّ مداخلته كانت سياسية وتوحيدية بامتياز. واللافت أن لا أحد من المرشحين الثلاثة الجمهوريين يقبل بأن يدعم زميله إلى الإنتخابات العامة، في حال تمّ الاتفاق على تسمية واحد منهم من قبل الحزب الجمهوري.
من جهة أخرى، يتناحر ترامب وكروز بطريقة سخيفة على زوجتيهما وبشكل غير مقبول من الجمهوريين، ولا ينقاشان المواضيع الأساسية التي ينبغي ان تكون في سلّم أولويات الرئيس المقبل ويكتفيان بالتلهّي بأمور هامشية.
ويدعو ترامب وكروز، كاسك إلى الإنسحاب لأنّه يؤثر عليهما ويحجب إمكانية أن يقوم أحد منهما بجمع الأصوات الكافية قبل الإجتماع العام.
لهذه الأسباب مُجتمعة، أستبعد أن يحصلا على العدد المطلوب لتسمية واحد منهما للرئاسة من قبل الحزب الجمهوري قبل الإجتماع العام.
وتدليلاً على هذا الوضع الحرج، لم يتردد المرشح الرئاسي المُنسحب من السباق والسيناتور الجمهوري لنزي غرام في إعلانه عن تفضيل خسارة الحزب الجمهوري للمعركة الرئاسية هذه المرة، على أن يكون ترامب ممثل الحزب في الانتخابات العامة، كونه ليس من المحافظين.
في المعسكر الديموقراطي، تشير الإستطلاعات إلى أنّ السيناتور بيرني ساندرز سيربح نيويورك في ١٩ الجاري بعدما ربح ولاية ويسكونسن. وسبق وقبلت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أن تخوض مناظرة مع ساندرز في ١٤ الجاري في نيويورك قبَيل الانتخابات التمهيدية التي ستشهدها هذه الولاية المهمة.
وحتى الساعة، هناك ترجيحات بأنّ الحزب الجمهوري سيخسر الرئاسة لمصلحة كلينتون أو ساندرز، أمام ترامب أو كروز. بناء على ذلك، سيتجه الجمهوريون إلى انتخاب شخصية جديدة في الإجتماع العام في تموز المقبل تستطيع أن تربح السباق الى البيت الأبيض ضد المرشح الديموقراطي. فهل تكون هذه الشخصية الحاكم السابق لولاية فلوريدا جيب بوش؟
ديبلوماسي أميركي سابق