لم تكن فقط علامات التصعيد بين فريقي حزب الله وتيار المستقبل هي المؤشر الوحيد للفترة العصيبة القادمة الى البلاد بل هناك ادهى من التطورات الكلامية الحالية يجري تصريفه من تحت ذلك ان الاوضاع في البلاد دخلت بشكل جدي ضمن دائرة الصراع على الساحات بشكلي عملي بين السعودية وايران، و ما يمكن اعتباره من كلام الوزير نهاد المشنوق حول سرايا المقاومة بانها سرايا احتلال وفتنة ورد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي كشف للمرة الاولى علاقة بين «جبهة النصرة» وبعض اركان الحكومة وان الرئيس فؤاد السنيورة قد تآمر على المقاومة في حرب تموز، كل هذا في كيل وما يجري من تحضيرات ميدانية في سوريا لقلب الموازين في كيل آخر ذلك ان الرد الحقيقي من خلال هذه الاتهامات المتبادلة من الصعب تصريفه عملانياً على الارض اللبنانية، بالرغم من عدم معرفة الاوساط السياسية المتابعة للمدى الذي ستبلغه المناكفات الداخلية او سيبقى تصريفها في الداخل السوري.
وتقول هذه الاوساط ان جملة من الوقائع تشير بصراحة ان الوضع الداخلي اللبناني مقبل على تطورات امنية يمكن ان تشكل واجهة خلفية لهذه المواجهة بين المستقبل وحزب الله مشيرة الى ان التعبئة النفسية بلغت ذروتها وفق المنطق المذهبي السائد منذ سنوات والذي تحاشى الجميع ترجمته الى فتح معارك طائفية في البلاد، الا انه مع اتخاذ قرار نهائي في سوريا من قبلها ومن قبل ايران وروسيا بالسيطرة على مدينة حلب وريفها يعطي فسحة واسعة للتخمينات حول مصير الامن الهش في البلاد ذلك ان القرار السعودي بمواجهة هذا القرار في سوريا يمكن ان تستلحقه توترات ظاهرة في الداخل اللبناني يعرفها الجيش اللبناني بشكل جيد خصوصاً وان معلومات تحدثت لهذه الاوساط ان التوتر الداخلي سوف تغذيه الخلايا الارهابية المتواجدة على الاراضي اللبنانية مستبعدة امكانية وجود هجمات عبر الحدود الى الساحة اللبنانية بل ان هناك خلايا نائمة وسوف تستيقط وفق اشارة من الرقة السورية وهذا العنصر هو الذي يثير هواجس الاجهزة الامنية والطبقة السياسية التي ترى ان البلاد تسير نحو الخلف بشكل متسارع على كافة الاصعدة وان احداً من الداخل او الخارج سيسعى للمساعدة بعد نزع الايدي الاقليمية والدولية يدها عبر محاولات عديدة للتقارب بين اللبنانيين.
ووفق هذه الاوساط فان لبنان متجه نحو نار جديدة لا يمكن فقه مصدرها وفق توزع ملايين السوريين على كافة الاراضي اللبنانية وتعطي وفق معطياتها امثلة واضحة حول حتمية وجود «داعش» بالمئات ان لم يكن بالالاف وسط اللاجئين سوف يعملون على تأجيج الخطاب المذهبي وفق استهدافات معينة ان كان لرجال دين او سياسة او مراكز دينية وعندها لا تنفع كافة المعالجات حتى لو اجتمعت لجنة الحوار بين المستقبل وحزب الله عشرات المرات وهي في اقصى الحالات تستعمل المراهم لمداواة سرطان يتعشش رويداً رويداً في الجسم اللبناني.
وتتحدث هذه الاوساط على ان حزب الله يتعامل مع الوضع المتشنج بدراية كبيرة وحكمة واضحة نظراً لما يمكن ان يحصل من مفاجآت غير محسوبة لا لدى الحزب ولا عند تيار المستقبل، وبالتالي امكانية ان يفلت الوضع من كلا الجانبين وعندها تقع الواقعة، وبالتالي ليس بمقدور اي طرف محلي او خارجي من منع اقامة متاريس في الداخل على ان يبقى الجيش اللبناني هو الوحيد القادر على منع الانزلاق للتقاتل الداخلي ولكن هناك ما هو ادهى يتم التخطيط له في المحيط الاقليمي خصوصاً للبنان الممزق والذي تسهل عملية اختراقه في كل حين.
وتقول هذه الاوساط ان هناك الكثير من المعلومات المتواترة ترد الى الاجهزة الامنية كل يوم حول محاولات حثيثة لكسر هذا السلم الداخلي بواسطة عملية نوعية وضخمة تقوم بها «داعش» او ارهابيين آخرين لرفع معنويات مسلحيها بعد انتكاسات واضحة في العراق وسوريا وليبيا، وهذه العملية اصبحت معروفة الطابع والهدف ومنها مهاجمة المناطق المسيحية على وجه التحديد يضاف اليها عمل اجرامي كبير داخل المناطق الشيعية وهذا بحد ذاته كفيل بترجمة غير مقصودة من الداخل سبيلاً لاتاحة الطريق نحو الخارج لاراقة دماءاللبنانيين وهذا كله لم يفهمه البعض من اللبنانيين حتى الساعة؟!