من حيث المبدأ جميع اللبنانيين زعماءً وشعباً يريدون الاصلاح، ويريدون المحاسبة، لكن الحقيقة أن لا أحد يريد الاصلاح الحقيقي ولا أحد يريد للدولة أن تقوم… وأعني «لا أحد» من الحزب العظيم.
بكل صراحة في لبنان دولتان، دولة «حزب الله» والدولة اللبنانية.
الصراع بين الدولتين سيستمر ولا أحد يعرف كيف سينتهي، ومتى! لكن يبقى الأمل الوحيد عندما تقرر إيران أن تتوقف عن دعم «حزب الله».
هذا هو الحل الوحيد لكي يصبح «حزب الله» حزباً لبنانياً.
المشكلة بدأت يوم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان الصخرة التي تقف سداً في وجه مشروع «حزب الله»، وحتى بعد اغتياله يوم أُقيل سعد الحريري وهو في البيت الابيض على أهبّة لقاء الرئيس الاميركي باراك أوباما… يومها جرب «حزب الله» عن طريق نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جميع أعضائها تابعون له وبالرغم من ذلك سقطت هذه الحكومة سقوطاً مدوياً عندما تراجع الاقتصاد تراجعاً كبيراً وهبط مؤشر النمو من 9٪ الى صفر بالمئة.
بعد سقوط حكومة «حزب الله»، وبعدما فشل تحالف «حزب الله» في انتخابات 2009 أمام فوز الرئيس سعد الحريري وتحالف 14 آذار كان لا بد من تغيير قانون الانتخابات وهذا تمكنوا منه بعد 9 سنوات.
واليوم لا يسمح «حزب الله» بوصول أي رئيس للجمهورية إلاّ إذا كان حليفاً له، ولا يسمح بتشكيل أي حكومة إلاّ إذا جاءت وفق «مواصفاته».
وهكذا استطاع الحزب أن يضع يده على الرئاسة والمجلس النيابي والحكومة.
وافق الحزب على مشروع «سيدر» ولكن فعلياً لا يريد الحزب لهذا المشروع أن يأخذ طريقه الى التنفيذ.
واليوم هناك بدعة جديدة حول «سيدر» بالإدعاء أنه هو انتداب جديد.
في الوقت الذي يخاف «حزب الله» من سقوط لبنان إقتصادياً فهو لا يريد الاصلاح الحقيقي، فهكذا إصلاح سيكشفه بدليل التهريب والتهرّب من الرسوم في المرفأ والمطار والحدود البرية، والتهريب هو الشريان الأهم لـ»حزب الله» وفوائده المال والاسلحة والأموال غير الشرعية والمخدرات.
وفي الاصلاح الاداري ولو حيّدنا «حزب الله» هناك المشكلة الطائفية:
لا يعيّـن الموظف على كفاءته إنما على طائفته.
لا تستطيع أن تصرف موظفاً إلاّ إذا وافقت طائفته.
وهنا نستذكر حادثة تغيير رئيس جهاز أمن المطار الذي وقف «حزب الله» بحزم ضد قرار تعيين ضابط سواه محلّه حتى ولو كان من الطائفة ذاتها والمذهب ذاته، فالقرار هو للحزب، وإن ضمن الطائفة والمذهب.
أخيراً… في الكهرباء لا نزال نطرح السؤال المزمن: متى سيتمتع اللبنانيون بحقهم في الكهرباء؟ ان الذين ينادون بالاصلاح وكشف المستور: منذ إقالة جورج فرام ولغاية اليوم (أي منذ 1993) لم يأتِ على رأس وزارة الطاقة وزير إلاّ من الفريق الذي عرف في العام 2005 بفريق 8 آذار… ومع ذلك فحال التيار الكهربائي في تراجع متواصل.
عوني الكعكي