ترشّح فرنجية يزخم المبادرة الرئاسية ويُحرِج حزب الله» أكثر
هل يتنازل عون لنائب زغرتا وكيف سيقنع الحريري جعجع؟
بالتأكيد لن يكون ما بعد إعلان ترشح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية رسمياً لرئاسة الجمهورية، كما قبله، باعتبار أن الرجل حسم أمره وقرر خوض السباق إلى قصر بعبدا، دافعاً التسوية الرئاسية التي أطلقها رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري قدماً، ورامياً الكرة في ملعب حلفائه وخاصة حليفه اللدود رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون الذي لن يكون مسروراً بخطوة فرنجية هذه وبالتالي فإن الأنظار ستكون موجهة إليه في المرحلة المقبلة، لمعرفة ردة فعله وماذا سيكون عليه موقفه، وهل يقبل بالتنازل لفرنجية الذي يحظى بدعم الحريري والنائب وليد جنبلاط والكتلة الوسطية، وكذلك ما هو موقف «حزب الله» وهل يقنع عون بالانسحاب لصالح نائب زغرتا لإيصاله إلى رئاسة الجمهورية؟ خاصة بعد عجز جميع الأطراف في إحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية المسدود منذ أكثر من سنة وسبعة أشهر، لذلك فإن الجهود ستتركز في المرحلة المقبلة على السير بالتسوية الرئاسية دفعاً باتجاه انتخاب النائب فرنجية رئيساً للجمهورية، إذا أزيلت العقبات من أمامها، أو البحث عن مبادرة أخرى لا تشكل استفزازاً للأطراف المعنية تملأ الشغور وتخرج البلد من أزمته التي تنذر بمضاعفات خطيرة لا يمكن تجنبها إذا استمر الوضع على ما هو من مراوحة وشلل وبالرغم من حرص «تيار المستقبل» وحلفائه المسيحيين وتحديداً «القوات اللبنانية» على وحدة «14 آذار» والثبات على مواقفها ومبادئها، بعد الاختلاف في وجهات النظر بشأن التسوية الرئاسية والتي ظهرت إلى العلن وأثارت تساؤلات عديدة حول انعكاساتها على «14 آذار»، إلا أن الاتصالات المباشرة بين الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع وبالواسطة عبر الموفدين، لم تنجح في إزالة رواسب هذه الاختلافات التي ظهرت إثر إطلاق الحريري مبادرته لترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، باعتبار أن «القوات» لا يمكن أن تقبل بفرنجية رئيساً، لأن مواقفه وطروحاته السياسية على طرفي نقيض من مشروعها، وبالتالي فإن هناك استحالة بإمكانية أن يقبل جعجع مرشح «14 آذار» للرئاسة بفرنجية رئيساً للجمهورية، وحتى لو وافقت عليه بقية الأطراف السياسية في «8 و14 آذار»، وهو ما تحاول مصادر «قواتية» تبريره في إطار شرحها للأسباب التي تدفع «معراب» إلى عدم السير بمشروع فرنجية باعتباره يتعارض كلياً مع مشروعها ولو جاءت فكرة الحريري تحت عنوان إحداث خرق في الجدار المسدود وإخراج البلد من أزمته.
ومن خلال ما رشح عن الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين الحريري وجعجع وإذا كان حصل تفاهم على عدم تحويل الاختلاف في وجهات النظر إلى خلاف، فإن دون قبول «القوات اللبنانية بتسوية الحريري عقبات كثيرة وكبيرة، ما يجعلها غير قابلة للتنفيذ، بعد رفضها أيضاً من «التيار الوطني الحر» وتحفظ «حزب الكتائب» على ترشيح رئيس «المردة»، في وقت لا يبدو أن «حزب الله» بوارد التسليم بخيار فرنجية طالما أن حليفه الأول عون مستمر في السباق إلى القصر الجمهوري. وقد أكدت أوساط قيادية في «تيار المستقبل» لـ«اللواء»، أن مشاورات الحريري مستمرة لإقناع حلفائه بإمكانية السير بالأفكار التي طرحها لتهيئة الأجواء أمام انتخاب الرئيس فرنجية رئيساً للجمهورية في إطار أوسع تأييد وطني، لكن يداً واحدة لا تصفّق، باعتبار أن رئيس «المستقبل» لا يمكن أن يأتي بفرنجية رئيساً لوحده وإنما هناك دور أساس للآخرين عليهم أن يقوموا به لإنجاز الحل المطلوب وإخراج البلد من أزمته، مشيرة إلى أن جهود الحريري لن تتوقف، لأنه مقتنع بما يسعى إليه لملء الشغور ووقف مسلسل التعطيل والانهيار وأخذ البلد إلى المجهول، سيما وأنه لا يمكن القبول ببقاء الوضع على ما هو عليه في ظل الحرائق المشتعلة في المنطقة والتي تهدد لبنان جدياً إذا لم تتضامن الأطراف اللبنانية للتصدي لهذا الحريق وحماية لبنان من لهيبه.
ولفتت إلى أن التسوية الرئاسية وإن فقدت زخمها، لكنها ما زالت موجودة وهناك حراك بشأنها سيُزخَّم بالتأكيد بعد إعلان فرنجية ترشحه، بهدف تأمين مقومات نجاحها، لأنها الوحيدة الجدية المطروحة على الطاولة وهناك مصلحة في تنفيذها، طالما ليس هناك بديل منها، فليس من الحكمة تجاهلها ووضع العراقيل أمامها دون أن يفكر المعترضون بالبديل الذي يمكن أن يُخرج لبنان من مشكلاته وينقذ اللبنانيين من تداعياتها التي لا تحتمل إذا بقي الصراع قائماً في الإقليم.