IMLebanon

هل يوضع كرسي الرئاسة الاولى في مكانها المعتاد في عيد مار مارون ليثبتوا حسن نيّتهم تجاه المسيحيين؟

وسط كل ما يجري من تناقضات على الساحة الرئاسية، ادت الى مصالحات من جهة والى خلافات بين الحلفاء من جهة اخرى، فأجرت عملية خلط لم يشهد لبنان مثيلاً لها، وبالتالي ما زالت غير مفهومة حتى اليوم، تبقى أجواء المصالحات الحقيقية غائبة في اطار الاستحقاق الرئاسي، الذي يبدو اليوم بحاجة لها اكثر من أي وقت لانه تعرقل على مستوى كبير، فالوضع لم يعد يُحتمل ومشهد غياب الرئيس بات عادياً عند اللبنانييّن، الذين سئموا من خلافات وانقسامات السياسييّن الذين ما ان يتفق بعضهم، حتى يُرّد عليهم برفض او عرقلة او بإتفاق مضاد، فيما الخوف الاكبر هو بقاء الوضع على ما هو عليه، أي فراغ المركز الاول المسيحي من دون ان يتواجد البديل، في ظل الصراعات على الزعامة والمصالح الخاصة التي تتقدم مصلحة الوطن اولاً.

الى ذلك تبدي مصادر سياسية مسيحية قلقها من تكرار مشهد غياب الرئيس في المناسبات الوطنية والدينية، ومنها عيد مار مارون الذي يعني الكثير للموارنة، كعيد ديني رسمي هام يجتمع خلاله كبار المسؤولين، والذي سيُحتفل به خلال ايام وسط غياب رئيس الجمهورية، لان كرسيه الرئاسي لن توضع على المنصّة كما جرت العادة، فيما ستبرز كراسي الشخصيات الاخرى ، والشخص الاساس سيبقى غائباً، مع تشديد هذه المصادر لو توضع كرسي رئيس الجمهورية في مكانها المعتاد، كإشارة ولو رمزية الى ان الرئيس لا يزال موجوداً، اي من باب الاحترام للمنصب، لان المشهد سيُظهر رئيس الحكومة وكأنه يتولى المنصب الاول، ما سيجعل العيد هذا العام ايضاً يحمل غصّة وقلقاً ، بحيث سيبرز خوف من بقاء الوطن بلا رئيس الى حين حل نزاعات الغير، وانتظار وفاقهم السياسي على حساب لبنان، ما يرّجح إمكانية الوصول يوماً ما الى نسيان هذا المنصب كلياً وعدم المطالبة به.

هذا وتشدّد المصادر المذكورة على ضرورة ان يلعب الفاتيكان الدور الاكبر والنهائي لحل هذه المعضلة، وإلا إنهار الموقع المسيحي نهائياً، لذا فالتحرّك مطلوب داخل وخارج لبنان، وفي طليعته الكرسي الرسولي لانه الاكثر مصداقية من ناحية المحافظة على الدور الكبير للبنان في منطقة الشرق الأوسط، بسبب تميّزه بالموقع المسيحي الاول، وبالتالي بالتعايش المسيحي – المسلم، معتبرة بأن هذه الثغرة في التاريخ اللبناني لم تصل في اي مرة الى ما نحن فيه اليوم.

كما دعت المصادر البطريرك الماروني الى متابعة البحث حتى النهاية مع الفاتيكان، من خلال الضغط على الفريق المعرقل، وإلا سيسير المسيحيون من جديد على خط الاحباط الذي كان سائداً في التسعينات، مشددة على ضرورة فتح صفحات جديدة بين كل القيادات المسيحية من دون إستثناء، لان الاخطار المحدقة بمسيحييّ لبنان تبدو خطرة الى حد كبير.

ورأت بأن ما يجري منذ ايار 2014 تاريخ بدء الفراغ الرئاسي في لبنان، يؤكد المقولة التي سرت منذ ما قبل ذلك التاريخ، بأن الامور السياسية تسير في الاتجاه الذي يجعل الرئيس ميشال سليمان آخر الرؤساء المسيحيين، نتيجة الانقسامات وتراجع الدور المسيحي في لبنان، وغيابه عن سلطة القرار في أي لعبة سياسية يتم رسمها بعيداً عنهم، داعية الى إيجاد مبادرة انقاذية للبنان في القريب العاجل، بهدف إزالة سيناريو إسقاط موقع الرئاسة المارونية الذي إكتمل على ما يبدو، على غرار ما حصل في العهود السابقة، حين سيطرت الرئاسة الثانية والثالثة على الساحة السياسية اللبنانية في عهد الرئيس الياس الهراوي ومعهما النائب وليد جنبلاط، وبات الثلاثة يحددّون البوصلة السياسية، ويعملون على غياب صورة الرئيس المسيحي القوي، من خلال عرقلة دوره، خصوصاً بعد ان نزعت صلاحياته بحسب اتفاق الطائف الذي ساعدهم على بلوغ اهدافهم، مشيرة الى ان الصراع تابع مع وصول الرئيس اميل لحود الذي تميّز عهده بالتصادم مع رئيس الحكومة الاسبق الراحل رفيق الحريري، ورأت انه حين طالب الاقطاب المسيحيون بإعادة صلاحيات رئيس الجمهورية وتعديل اتفاق الطائف بسبب فقدانهم للشراكة في الحكم، جاء الرد حاسماً من الزعماء السّنة والشيعة معاً، تحت حجج واهية ابرزها أن الظروف لا تسمح بذلك، وقد توقظ الانقسام الطائفي من جديد، حتى ان البعض اطلق تهديداً، معتبراً بأن إسترجاع الحقوق يتطلب معركة سياسية موّحدة من المسيحيين اولاً، مذكّرة بما جرى قبل ايام في وزارة المالية من مصادرة للوظائف المسيحية.

وختمت بالاشارة الى ان زوار بكركي ينقلون عن البطريرك بشارة بطرس الراعي، إستياءه الشديد منذ حادثة وزارة المالية، إضافة الى تأكده من عدم إنعقاد جلسة الثامن من شباط الجاري لإنتخاب رئيس، بسبب رفض البعض تأمين نصاب الجلسة، وهذا ما يؤكد بأن فريقاً سياسياً يهدف الى إستمرار الفراغ ايضاً وايضاً، على الرغم من وجود ثلاثة مرشحين للرئاسة، سائلة عن سبب عدم تباريهم الديموقراطي في هذه المعركة؟ ومَن ينل الاصوات المطلوبة ليستلم مقاليد الحكم…