يتزايد القلق الدولي على ما ينتظر لبنان مع ذوبان الثلج وحلول فصل الربيع، وما يمكن أن يعده التنظيمان الارهابيان المرابطان في جرود عرسال من هجمات عسكرية مكثفة، على مواقع الجيش، ليس فقط من جرد عرسال بل ايضا من مرتفعات اخرى على طول الحدود الشرقية مع سوريا، بعد الحصار المضروب على المحتلين لأجزاء من الجرود. وتتقاطع تلك المعلومات الامنية المقلقة مع تقارير لدى أجهزة رسمية وحزبية عن النيات المبيتة لتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”. إلا أن ما يربك هو عدم وصول شحنات الاسلحة المطلوبة. صحيح أن المال متوافر، غير ان السلاح المطلوب هو قيد التصنيع، ويبقى التسليم وتدريب العسكريين على استعماله.
وعلمت “النهار” ان الولايات المتحدة أعطت الجيش الضوء الاخضر لشراء 5 مقاتلات من طراز F5 على ان تسلم خلال أربعة أشهر او خمسة على أبعد تقدير، وهي من انتاج شركة “نورثروب”، وتمتلكها أكثرية الجيوش العربية، بالاضافة الى دول أخرى. وقد صممت في الخمسينات ودخلت حيز الانتاج في الستينيات، وأنتجت منها 2000 نسخة وصدّرت الى العديد من الدول. ويبلغ مدى المقاتلة 1400 كلم بسرعة قصوى تبلغ 1700 كلم، ويشمل تسليحها 4 صواريخ جو – جو وصاروخين أرض – جو ومدفعين عيار 20 ملم. تملك مثل هذه المقاتلات ايران وتركيا (200) التي قامت بتطوير 50 منها حتى أصبحت اقوى وافضل. وتستعملها ايضا السعودية (110) وهناك معلومات مستحدثة عن أنها بدأت تستغني عنها تونس، الاردن، المغرب والبحرين، اضافة الى دول أخرى كالبرازيل واسبانيا وكوريا الشمالية وباكستان وسواها. ومما يذكر ان مقاتلة من طراز “سيسنا كارافان” تسلمها سلاح الجو من الاميركيين، وأخرى في طريقها الى لبنان، اضافة الى مجموعة من الطوافات، وجزء منها لنقل الضباط والجنود. والجدير ذكره أن سلاح الجو اللبناني كان يحتل مرتبة متفوقة في مطلع السبعينات بعدما باعته فرنسا 12 مقاتلة من طراز “ميراج”، أظهر طياروها احترافا غير مسبوق في قيادتها، بشهادة الخبراء الفرنسيين. وهذا ما أغنى السلاح الذي كان يمتلك مقاتلات بريطانية من طراز “هاوكر هانتر”. واضطرت الحكومة الى بيع تلك المقاتلات نظرا الى ارتفاع كلفة صيانتها، ولأن الجيش السوري في لبنان منع تحليقها. والسؤال المطروح الان: لماذا كلما أثير موضوع مد لبنان بمقاتلات قادرة على مساعدته في هجماته على الارض، تظهر تسريبات في وسائل الاعلام عن ان باريس ليس في امكانها بيع لبنان مقاتلات متطورة لانها لا تريد اغضاب اسرائيل؟. ألم تكن تلك الدولة موجودة لدى بيع لبنان قبل نحو 40 عاما مقاتلات “الميراج”؟ وقد ظهرت الحاجة الى هذا النوع من المقاتلات، أو ما يشابهها، خلال الهجوم المباغت الذي شنه مسلحو التنظيمين الارهابيين من جرود عرسال.
أما المفاوضات مع روسيا عن صفقة من الصواريخ والقذائف المدفعية وقطع غيار لآليات يستخدمها الجيش بعدما تسلمها من الميليشيات الحزبية، فقد شارفت الانتهاء وفق مصادر ديبلوماسية روسية معنية بالملف.
وأفادت مصادر وزارية أن المهم استعجال مجيء الاسلحةـ، وهذا ليس كل شيء، بل المطلوب التدرب على استعمالها، وهو ما يستوجب استقدام مدربين.