طبعاً، هنا لا نشكك، بل نتساءل، وهذا حق طبيعي لكل مواطن.
علناً، ومرات عديدة قال السيّد حسن نصرالله إنّ الحزب يرشح الجنرال ميشال عون رئيساً، ومرة ثانية قال السيد إنّ الجنرال ممر إلزامي لرئاسة الجمهورية، ومرة ثالثة قال السيّد إنّ مرشحنا للرئاسة الحرف الاول من اسمه هو الجنرال ميشال عون…
أمام ثلاثة ترشيحات جاء كلام السيّد بشيء جديد: مرة تكلم عن السلّة، ومرة ثانية تكلم عن السلة بشكل أوضح حين قال: الجنرال عون رئيس والرئيس سعد الحريري رئيس للحكومة والرئيس نبيه بري رئيس للمجلس النيابي.
نعود الى السؤال الذي يطرح ذاته: ما دام السيّد أعلن غير مرة أنه يؤيّد وصول الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية فنسأله: لماذا لم ينتخبه؟
هذا أولاً… وثانياً: لماذا لم ينزل نواب «حزب الله» الى المجلس لانتخاب الجنرال عون رئيساً؟..
فلنذهب الى سؤال آخر وهو: لماذا لا يريد «حزب الله» الجنرال عون رئيساً؟
أولاً: إنّ أي مرشح غير الجنرال عون هو مرشح تسوية ولا يعبّر عن رأي المسيحيين… طبعاً، هذا هو المطلوب!
فلنذكر كيف أنّ الرئيس الياس الهراوي جاء نتيجة تسوية بينما جاء الرئيس إميل لحود بفرض سوري، أمّا الرئيس ميشال سليمان فجاء بتسوية… لذلك غير مسموح أن يأتي رئيس للجمهورية يريده المسيحيون!
لماذا؟ بكل بساطة لأنّ الكيان اللبناني عندما أنشئ حديثاً كان ثمرة اتفاق بين الرئيس رياض الصلح المسلم السنّي والرئيس بشارة الخوري المسيحي الماروني، وبتوافقهما والتفاف الآخرين حولهما حصل لبنان على استقلاله وكانت الصيغة والميثاق… وهكذا أخذ لبنان يعيش أفضل أيامه ازدهاراً وتطوراً وديموقراطية.
ولكن عندما نشأ خلاف بين الرئيسين سليمان فرنجية وصائب سلام رأينا كيف أصبح البلد، ورأينا أنه عند كل استحقاق نحن بحاجة الى تسوية…
ثانياً: أي رئيس يمثل الأكثرية المسيحية لا يتصرّف إلاّ لبنانياً، والأمثلة هنا كثيرة ونبدأ بالرئيس بشير الجميّل الذي فرضه الاحتلال الاسرائيلي، ولكنه عندما أصبح رئيساً رفض إلاّ أن يتصرّف كلبناني ولم يقبل بإبرام اتفاق مع إسرائيل… ولهذا السبب تم اغتياله.
والرئيس رينيه معوّض عندما رفض أن يحسم موضوع ما كان يسمّى بـ»تمرّد» عون في بعبدا اغتيل أيضاً إذ ان المطلوب ألاّ يكون هناك رئيس جمهورية يتمتع بأكثرية مسيحية.
بالمناسبة فإنّه حتى الرئيس ميشال سليمان عند «إعلان بعبدا» قامت الدنيا عليه ولم تقعد لأنه قرّر أن يكون رئيساً للبنانيين جميعاً.
الخلاصة: إنّه كلما اقتربت الأمور نحو اتفاق بين الأكثرية المسيحية وبين الأكثرية السنّية فإنّ هذا لا يناسب «حزب الله» ولا حتى الرئيس بري؟