IMLebanon

هل تريدون حقا القضاء على «داعش»؟!

لا تزال طائرات دول التحالف (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وسواها) تستهدف الاراضي العراقية والسورية بحجة القضاء على «داعش» وقد كتب صحافي كبير أنّه يخاف من أنّ الوقت الذي يحتاجه الحلف للقضاء على «داعش» يكون هذا التنظيم قد وصل الى واشنطن! وهذا الكلام لا يأتي من الفضاء، ذلك أنّ التصريحات التي يدلي بها كبار المسؤولين في العالم تفيد أنّهم يحتاجون لبضع سنوات للقضاء على «الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام».

ولا أريد أن أدخل في مناقشة هذا الموضوع وقد قرأت البارحة تصريحاً لرئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يقول فيه إنّ العالم يطالبه بالإنسحاب من الضفة الغربية ومن شرقي القدس وأنّه لا يريد بحجة أنّ الإسلام المتطرّف يصبح في قلب إسرائيل.

قبل «النصرة» وقبل «داعش» لو عدنا الى سنين طويلة قبل التنظيمات التي ذكرت وغيرها من التنظيمات المتطرّفة لرأينا أنّ الصهاينة احتلوا فلسطين عام 1948 وطردوا أهلها الأصليين أي الفلسطينيين العرب منها، فنزح قسم منهم الى لبنان وأقام في المخيمات، وقسم ثانٍ الى سوريا وأقام في المخيمات أيضاً، وقسم ثالث الى الاردن، وبقي قسم رابع في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس…

وبعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس عام 1967 بما سُمّي بنكسة حرب حزيران التي انتصرت فيها إسرائيل على مصر وسوريا والاردن في أسبوع واحد واحتلت الجولان في سوريا والقدس والضفة الغربية في الاردن وقطاع غزة، كما احتلت صحراء سيناء.

يومها ولدت «فتح» أوّل منظمة فلسطينية مسلحة لتحرير فلسطين… نعم العنوان الرئيسي كان تحرير فلسطين.

عام 1973 شاركت مصر وسوريا بحرب على إسرائيل لاسترجاع الاراضي العربية المحتلة ولمحاولة استعادة قسم من فلسطين… النتيجة كانت استرجاع سيناء مقابل توقيع اتفاق مع إسرائيل ما سُمّي بـ»اتفاق كامب دايڤيد» بين رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن ورئيس جمهورية مصر الرئيس أنور السادات برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر، واستعادت سوريا مدينة القنيطرة وأبقت إسرائيل على احتلالها لهضبة الجولان.

ووقع الاردن «اتفاق وادي عربة» أي استأجرت إسرائيل قسماً من الاردن.

عام 1982 احتلت اسرائيل لبنان وطردت المقاومة الفلسطينية بعد حصارها العاصمة بيروت الذي دام 100 يوم كانت تقصف خلالها بيروت من الجو والبر والبحر ويقال إنّه سقطت على بيروت قنابل أكثر مما سقط على برلين في الحرب العالمية الثانية، وانتقلت المقاومة الفلسطينية المسلحة من لبنان بالبحر الى اليونان ومنها الى تونس.

على الرغم من كل الاحتلالات الاسرائيلية للأراضي العربية ولفلسطين نتج عن ذلك ما يلي:

1- «حماس» في الضفة الغربية وغزة.

2- «حزب الله» في لبنان بعد احتلال إسرائيل عام 1982.

3- «النصرة» و»داعش» وغيرهما من المنظمات.

4- تيارات إسلامية متطرّفة.

5- عودة الإخوان المسلمين الى الواجهة في مصر والمنطقة.

كل هذا التطرّف جاء نتيجة ثلاثة عوامل أهمها وأوّلها الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة دولة إسرائيل ما خلق كما ذكرنا مقاومة للإحتلال، يُضاف الى ذلك الجهل والفقر في العالم العربي ما أدّى الى التطرّف.

نعود لنقول إنّ التطرّف اليهودي أدّى الى تطرّف إسلامي مقابل! فلو أراد العالم فعلاً أن يقضي على التطرّف الاسلامي بكل أشكاله، فالبداية تكون بالانسحاب من الضفة الغربية وشرقي القدس وهذا هو الطريق الوحيد الذي يأخذ من يد التطرّف أهم ورقة يستخدمها البعض بصدق، والبعض الآخر يستفيد من المتاجرة بها.

لو انسحبت إسرائيل من الضفة وشرق القدس ماذا يبقى لإيران أن تقول وكيف تستطيع أن تدعم بالسلاح والصواريخ «حزب الله» في لبنان و»حماس» في الضفة وغزة؟

إيران استطاعت أن تسرق علم فلسطين من العرب وأخذت تزايد على العرب بأنّها تريد تحرير فلسطين وتحديداً القدس.

ولكن الحقيقة هي ان نظام ولاية الفقيه جاء لمشروع اقتتال سنّي – شيعي وهذا لمصلحة إسرائيل أولاً ولكي تقول إيران إنّها دولة عظمى… فكان أن ازداد التطرّف في المنطقة كما نرى في هذه الحقبة.