IMLebanon

هل يوقَّع الاتفاق النووي في موعده أم يؤجّل إلى حين شفاء جون كيري

لم يعرف بعد ما اذا كانت ساق وزير الخارجية الاميركي جون كيري ستشفى قبل 30 من الشهر الجاري، الموعد المبدئي لتوقيع الاتفاق – الاطار لبرنامج ايران النووي بين الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن زائد المانيا من جهة، وايران من جهة أخرى. وتجدر الاشارة الى ان كيري خضع لعملية جراحية في ساقه في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن نتيجة اصابته في 31 أيار الماضي بينما كان يقود دراجته على جزء من مسار دورة فرنسا للدراجات قرب سيونزيه. وتقول الخارجية الاميركية ان كيري يمارس عمله بواسطة الهاتف، ولكن ليس في وسعه ان يوقّع الاتفاق الاطار هاتفياً، بل يستوجب ذلك حضوره الشخصي.

ويطرح السؤال عما اذا كان كيري سيتماثل للشفاء قبل 30 من الشهر الجاري، ولا سيما انه هو المحرك الأساسي الذي أدار مفاوضات صعبة مع الايرانيين، ويقول المطلعون والمواكبون لمسودة الاتفاق – الاطار انها كانت من نوع المفاوضات الشاقة جداً.

وفي معلومات توافرت لـ”النهار” ان مشروع الاتفاق الاطار جاهز ولم يعد يحتاج الى التفاهم على مراسم التوقيع. وأكد ذلك كولن باول مساعد نائب الرئيس الاميركي جون بايدن في مؤتمر كان قد عقد في الدوحة مطلع الاسبوع الجاري. وشرح فوائد التوقيع مؤكداً انه لن يؤثر على التزام بلاده أمن دول الخليج.

وحاول أحد رؤساء الكتل النيابية الاستفسار من أحد الديبلوماسيين عما إذا كان موعد الاتفاق في 30 من الجاري لا يزال قائماً، فكان الجواب صريحاً وواضحاً، وورد على لسان سفير دولة أوروبية معتمد لدى لبنان ومفادها، انه لم يتلق أي معلومات مغايرة من وزارة خارجية بلاده العضو من بين الدول الكبرى التي ستوقع الاتفاق عندما يثبت موعده.

وأتى استفسار زعيم الكتلة النيابية الوازنة بعد تلقيه معلومات عن ان هذا الاتفاق بعد توقيعه سيكون له تأثيرات ايجابية على لبنان ولا سيما على انتخاب رئيس للجمهورية. وأشار رداً على سؤال الى أنه ليس من الواضح بعد اذا كان هناك مرشح تسوية غير المرشحين الحاليين المتنافسين ميشال عون وسمير جعجع. وأفاد أن واشنطن قلقة جداً على الوضع السياسي المهترئ في لبنان وانه يجب تصويبه بسرعة قبل استفحاله، ويتوجب أيضاً على بعض السياسيين وقف المساس بمؤسسة الجيش مثل تعيين القائد الحالي او الطلب منه التصدّي لمسلحي التنظيمات الارهابية، فيما يرد الجيش هجمات لا تتوقف لهؤلاء المسلحين، سواء على مواقعه المنتشرة في عرسال أو على التلال المؤدية الى جرودها. ولفت الى ان التقويم الاميركي لاداء الجيش اللبناني في مواجهته الارهابيين هو جيد جداً نظراً الى ان الاسلحة التي كانت متوافرة لديه لم تكن كافية، والآن أصبح الأداء أهمّ ويدل على مهارة في نوعية قتال ليس سهلاً في بقعة وعرة وشاقة.

وأبدى قلقه أيضاً من الانقسامات السياسية التي شلّت مجلس الوزراء بعد تعثر انتخاب رئيس للجمهورية وشلل مجلس النواب، والسبب هو الاصرار على تعيين قائد للجيش الآن، بينما يدعو الفريق الرافض الى تأجيله الى 23 أيلول. وشدد على أهمية الانتهاء من هذا الكباش الذي – في حال استمراره – سينقل البلاد الى حال من الفوضى يصعب السيطرة عليها، أياً كان الساعي الى ذلك، في وقت تتغير فيه الانتصارات في سوريا، علماً أنه سيكون لها انعكاساتها على الوضع السياسي الداخلي.