IMLebanon

هل يفاجئنا نصرالله بمبادرة إنقاذيّة؟

يقولون فتّش عن الاتفاق النووي والمليارات المحبوسة في صناديق واشنطن، لا عن عدم الاتفاق على الزبالة والاختلاف على الحصص. وهذا احتمال ليس بعيداً عن الواقع.

ولا بأس بأن تفتّش عن متضرّرين في معرض البحث عن العوامل المتداخلة التي افتعلت التوتّر والمواجهة ليلة “القبض” على التظاهرة السلميّة وتحويلها عنفيّة حربجيّة.

ثمة اقتناع أن الوضع اللبناني بكل أزماته، وفراغاته، وتعطيلاته، والشلل الذي يلفّه من الناقورة إلى النهر الكبير، لا يزال مجرّد “ورقة” رئيسيّة في جيب إيران تشهرها في وجه أميركا والمظلّة الدوليّة والأم الحنون كلّما اعترضت الاتفاق عرقلة مهما كانت عابرة.

لقد أُعيد فتح الطرق الجويّة والبحريّة والبريّة بين العواصم الكبرى وطهران، وفُتحت شهيّة الدول الأوروبيّة في اتجاه الدولة الاقليميّة الكبرى التي تكاد تُصنَّف “بكراً”، بعد احتجاب لامس حدود أربعة عقود. وفي خضم كباش اقتصادي دولي من سور الصين إلى أسوار امبراطوريّة العصر، مروراً بالامبراطوريّات السابقة في الأوروبتين.

اللخبطة في لبنان مطلوبة. أما الانفلات الأمني وانفلاش التظاهرات، والتصادمات، والاضطرابات، فكلا. وحتى التصويب على الحكومة بنيّة إسقاطها أو تعطيلها أو عطبها، مسألة فيها نظر. والمنسحبون من جلسة مجلس الوزراء الأخيرة يعلمون ذلك، ويدركون أين المسموح وأين الأزياح الحمر.

لكن المناورات، والكباشات المألوفة التي لا تهزّ الصيغة ولا تقترب من النظام، فما من رقيب ولا حسيب عليها. ذلك أن العالم العربي بكل دوله يعلم أن مفتاح قصر بعبدا في عبّ طهران. ومن تحصيل الحاصل أن تكون باريس أوّل لا آخر مَنْ يعلم. من هنا كانت زيارة وزير خارجيّتها لطهران عاجلة ومبكرة ومتحمّسة لفتح ملف الفراغ الرئاسي في لبنان بين لوران فابيوس ومحمد جواد ظريف… حيث تلقّى فابيوس ذلك الجواب البارد كالثلج الذي سكبه عليه ظريف وأحاله بموجبه على الرئيس حسن روحاني.

كلّما اقترب موعد الكباش بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والكونغرس حول “الاتفاق التاريخي”، ستزداد الضغوط في اتجاه لبنان: سياسيّاً، وعلى الارض أحياناً. وباعتبار أن الموعد اقترب، فمن الطبيعي أن يتعرّض لبنان لهزّات مختلفة… ريثما يفرجها الله ويظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود. هنا بالذات، وفي هذا المقام تنشدّ الأنظار والانتباه صوب الدور الوسطي المعتدل الذي يقوم به الرئيس نبيه بري على أتمّ وجه، وخصوصاً لجهّة استمرار الحوار البناء بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”.

وهنا أيضاً، عند هذا المنعطف التاريخي يتطلّع العقلاء والغيارى على وحدة البلد وسلامته صوب خطوة إنقاذيّة أو مبادرة لا بدّ أن يُقدم عليها السيد حسن نصرالله، من أجل لبنان الواحد الموحّد، في الوقت المناسب، وعندما يحين موعدها الذي يأمل الجميع أن يكون قريباً. فهل يفاجئنا؟