Site icon IMLebanon

نفايات المذاهب.. تحوّلت الى عصير؟!

منذ بدأت ازمة النفايات، بدأ معها الاستغلال السياسي، الذي سرعان ما تحوّل الى ابتزاز مادي عند البعض، ومواجهة مذهبية عند البعض الثاني، وطائفية عند البعض الثالث، وكان النائب وليد جنبلاط اول سياسي توقع أن تأخذ ازمة النفايات ابعاداً مذهبية وطائفية، بما يعني ان يهتم كل مذهب بالنفايات التي تنتج في مناطقه، ويهتمّ بتدبير من يجمعها ويفرزها ويطمرها، والمشكلة العالقة حالياً ان مطمر الناعمة المحسوب على الدروز والمسيحيين، لن يعيد فتح ابوابه ولو لمدة اسبوع، قبل تجهيز مطمر سرار في عكار ذات الاغلبية السنية ومطمر سرار لن يفتح قبل ان يتكفل الشيعة في البقاع والضاحية الجنوبية، بتأمين مطمر في البقاع يستقبل نفاياتهم، وصراع النفايات المذهبي هذا، الذي دخل الآن شهره الثالث، لم يأخذ في الاعتبار أن الامطار التي هطلت بغزارة في اليومين الماضيين، حوّلت النفايات، التي لا شأن لها، لا بالصراع السياسي ولا الطائفي ولا المذهبي ولا حتى بالمادي، الى عصير لكل ما هبّ ودبّ من الحشرات، بدءاً بالبرغش والذباب، وصولاً الى الفئران والجرذان، مروراً الى الينابيع والآبار والاشجار والخضار وانابيب المياه المهترئة، كما ان هذا الصراع «المصيري» على النفايات، تجاهل الكارثة المستمرة التي لحقت بقلب بيروت بسبب زيارات «الابطال التغيريين» المدججين بالحجارة والقنابل الحارقة وزجاجات المياه المحشوّة بالحصى وبالعصي وبقضبان الحديد، وبمعلّقات الشتم والسباب والاهانات، وباطنان من الشعارات والتبريرات الكاذبة، بمثل تجاهلهم ان رئيس الحكومة الصائم عن الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء منذ مدة، اعلن انه لن يدعو الى جلسة قبل ان يعلن الوزير اكرم شهيب ان المطامر المذهبية الثلاثة، وقد تصبح اربعة اذا «لحّق حالهم» الارمن ووافقوا على اعادة تأهيل مطمر برج حمود باستقبال شحنات من النفايات، قد اصبحت جاهزة لاستقبال ما تبقى من النفايات التي تحوّلت الى عصير.

***

بانتظار حلّ مشكلة النفايات بما يرضي، قادة محاور الرفض، يجد عدد من المسؤولين ومن القيادات السياسية، وقتاً مريحاً لممارسة الترف السياسي، اما بالقول او بالفعل، فالتيار الوطني الحرّ مثلاً، انصرف الى الاحتفال بتعيين رئيس جديد له، وبالتظاهر المتعدد الرسائل والاحجام، والنائب وليد جنبلاط، وجد ان الوقت مناسب لتوجيه رسائل الى العماد ميشال عون، فاعلن ان لا مشكلة له بانتخاب عون رئيساً للجمهورية، ولكنه لم يعلن سحب مرشحه النائب هنري حلو، وهو يتحضّر ليزور العماد في دارته في الرابية بعدما اصبحت روسيا على حدود لبنان، اما رئىس المجلس نبيه بري، فقد رأى ان تلبية دعوة دولة «كبرى» مثل رومانيا، اهم بكثير من متابعة نشاطه الحواري…

في هذا الوضع المأسوي التعيس كثير من اللبنانيين يرددون في هذه الايام ما قاله يوماً المرحوم شوشو «آخ يا بلدنا..».