سبع سنوات والأزمة السورية مطروحة على مجلس الأمن الدولي ومن دون أي نتيجة…
سبع سنوات ومشاريع القرارات إمّا ساقطة بالڤيتو وإمّا غير ذات جدوى، لأنّ ما يتفق عليه “الكبار” لا يمكن أن يكون في مصلحة الشعب السوري إنما في مصالح كل من تلك الدول.
واستمرار الحرب في سوريا هذه المدة الطويلة يعني، بكل بساطة، أنّ الأهداف المرسومة لاستنفاد سوريا واستنزافها كلياً لم تكتمل بعد، وأمس بالذات حذّرت باريس من توسّع هذه الحرب فلا تبقى محلية (سورية) بل تصبح إقليمية لتشمل ويلاتها المزيد من بلدان المنطقة.
وفي كلّ مرّة يخبرنا الأميركي والاوروبيون الغربيون أيضاً أنّ مجلس الأمن الدولي فشل في التوصّل الى حلول حاسمة في سوريا بسبب الڤيتو الروسي، وفي تقديرنا أنّ هذا عذر أقبح من ذنب، فهل كانوا ينتظرون من الروسي أن يوافق على مقررات تقضي على طموحاته أو تعرقل مخططاته المرسومة لسوريا وفيها؟
إنّ روسيا تخوض حرباً ضروساً في سوريا، وهي دفعت بجيش متكامل من قواتها الى هذا البلد العربي المشتعل، فهل قليل أن يكون للروس نحو 50 ألف جندي في سوريا؟
صحيح أنّ موسكو أنشأت قاعدة بحرية في ميناء طرطوس على البحر الأبيض المتوسط محققة “حلماً أبدياً” في الوصول الى “المياه الدافئة” و… الاستيطان فيها.
وصحيح أنّها أنشأت كذلك قاعدة جوية في منطقة حميميم وحشدت فيها مئات الطائرات المقاتلة من أحدث ما أنتجته مصانع الحرب وإنتاج الطائرات…
ولكن الأصح من ذلك كله أنّ الروس لم يأتوا الى سوريا، هكذا ببساطة، وبفعل إرادة ذاتية، إنما هم هناك بدعوة أميركية ظريفة للقيصر بوتين: تعالَ، شرّف الى سوريا واستوعب السلاح الكيميائي الذي استخدمه رأس النظام السوري المجرم بشار الأسد في قتل شعبه.
فهل كان الاميركي ينتظر من بوتين أن “يتكبّر” على هذه الدعوة فيرفضها؟!.
وكان ما كان ممّا تشهده سوريا، منذ ذلك الحين، من تورّط روسي في هذه الحرب المجنونة المستعرة نيرانها دونما إخماد منذ سبع سنوات متواصلة… وكان ما كان من سقوط قتلى للروسي ومرتزقته بلغ عديدهم المئات بقصف بالطيران معلوم وثابت ومعترفٌ بأنّه من الجانب الاميركي.
والقصة لا تتوقف هنا، وبقيتها معروفة عن تورّط الأطراف الأخرى العديدة في هذه الحرب المجنونة… وإذا كانت الأحداث الجارية حتى الآن معروفة الوقائع والدوافع، فإنّ ما ليس معروفاً، بعد، هو كيف ستنتهي؟ ومتى ستنتهي؟ وما هي الـ”سوريا” التي ستولد من هذا الجحيم المشتعل؟!.
وكان الله في عون الشعب السوري على هذه المعاناة المروّعة.