IMLebanon

هل يتصالح عون وفرنجية؟

في زمن السجالات المنطلقة شرارتها من خبر في صحيفة لتستكمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتترجم بتغريدات عبر «تويتر»، وسيلة التواصل الجديدة بين المقاطعين لبعضهم، تكثر المحطات السياسية والحوارية المتتالية الاسبوع المقبل، تتقدمها محطتا الاحد الحريرية، المتسمتان باهمية بالغة نظرا لما ستحملانه من مواقف سياسية تتطرق الى مواضيع الساعة من الانتخابات الرئاسية الى البلدية مرورا بقانون «النيابية»، ومن علاقة لبنان بدول الخليج وصولا الى الحياد بعد النأي بالنفس، والثلاثاء مع اطلالة الامين العام لحزب الله في ذكرى الشهداء القادة حيث سيحصر كلامه في الملف الاقليمي وتطوراته، مارا بشكل عرضي على موضوع الاستحقاق الرئاسي بعدما كان خصص له اطلالة خاصة، مركزا على التدخل السعودي، مجددا تأكيد الرهان على المقاومة محذرا من استمرار الرهان على الخارج.

وفيما مرت الجلسة الـ35 لانتخاب رئيس على شاكلة سابقاتها «دون نصاب ولا انتخاب» في انتظار توافر الظروف الملائمة، تشير مصادر بكركي الى أنها خرجت بخلاصات سلبية بعد اللقاء الاخير لسفراء الدول الفاعلة الذي عقد في بكركي، والذي خلص الى «دعم شكلي» لمواقف بكركي ووعود بالضغط من اجل فصل لبنان عن مسار الازمات المشتعلة في المنطقة والضغط باتجاه انتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن ،علما ان احد السفراء المشاركين في اللقاء رفع تقريرا الى خارجية بلاده افاد فيه ان لا الاتفاقات الثنائية ولا الحوار الوطني سيوصلان الى مكان، وحده الحوار الاسلامي- الاسلامي بين المستقبل وحزب الله قد يخرق جدار الازمة بقرار سعودي – ايراني تترجمه القوى اللبنانية.

وتستند تلك القراءة بحسب مصادر سياسية متابعة الى أن لا رئيس للبنان في المدى القريب المنظور في حال استمر الستاتيكو القائم اليوم على حاله، معتبرة أن معضلة انهاء الفراغ الرئاسي لن تحل قبل الاتفاق على حلّ في سوريا، وهو أمر مستبعد حالياً في ظل الترجيحات بان يطول الكباش العسكري لإسقاط حلب، أو باتفاق كافة الأحزاب والقوى السياسية على التسليم بأحقّية العماد ميشال عون من منطلق ترؤّسه لأكبر كتلة نيابية مسيحية اولاً، وترشيحه من قبل الفريق الأقوى سياسياً وعسكرياً في هذه المرحلة ثانياً، وهو أمر مستبعد بدوره في ظل فيتو خليجي وارتباط الملف الرئاسي بالصراع الإقليمي المحتدم.

وسط هذه الاجواء يتطلع المراقبون السياسيون بدورهم الى كلمة الرئيس سعد الحريري في ذكرى 14 شباط وما قد تحمله من جديد ان لجهة اعلان ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وهو ما تستبعده اوساط سياسية في قوى 14 آذار، او لمصير فريق 14 آذار المصاب بداء «الشرذمة والتفكك» في ضوء التباعد الرئاسي الى اقصى الحدود اضافة الى ملفات الداخل والاقليم. والى المواقف تتجه انظار هؤلاء الى شكل الاحتفال بالذكرى الحادية عشرة ونوعية الحضور، وسط تساؤلات عما اذا كان سيشهد مشاركة شخصية لمرشح «المستقبل» غير المعلن ولرئيس حزب القوات اللبنانية بعد كل ما شاب العلاقة بين الحزبين الحليفين والتباعد الى درجة قاربت خط الافتراق السياسي، رغم استبعاد مصادر متابعة حضور فرنجية، وغياب جعجع لاسباب امنية، على ان يمثله وفد نيابي وقيادي ويؤمن حضورا شعبيا في الذكرى التي تتسم بالنسبة اليه بالطابع الوطني.

هذا وتستمر الجهود والوساطات بين بنشعي والرابية لمحاولة تقريب المسافات بين فرنجية ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون . وفي هذا السياق، جاء لقاء مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم والعميد شامل روكز وطوني سليمان فرنجيه والوزير السابق يوسف سعاده بدعوة من النائب اميل رحمه حول مأدبة غداء في احد مطاعم العاصمة حيث اشارت مصادر سياسية متابعة الى انه يندرج في خانة الوساطات الناشطة بين الحليفين المسيحيين المتباعدين في فريق 8 آذار، كاشفة عن مساع يبذلها وسطاء لجمع الجنرال بالبيك، على ان يتم اللقاء في دارة احد الاصدقاء المشتركين قريبا، خصوصا ان الرجلين كما اكدت المصادر يدركان ويتهيبان جيدا خطورة استمرار الفراغ الرئاسي وتداعياته على المستويات كافة، وسط التساؤلات عما اذا كان فرنجية قادراً على الصمود في وجه الهجمة المسيحية، ورغم موقف حزب الله الذي يتجنب فيه الضغط عليه.

وكان النائب رحمه ارفق الصورة التي نشرها على «تويتر»: الاخوة في البيت الواحد والعائلة الواحدة، ويعتبر رحمه اننا مجموعة اصدقاء ونلتقي دائما فكيف في هذه الفترة التي تشهد شد حبال، واشار الى ان روكز صديق للجميع وهو من جمع في وقت سابق الوزير فرنجيه والعماد عون عقب اشكال سابق بين الرجلين، اما وجود العميد ابراهيم بيننا فهذا طبيعي وعلاقته طبية جداً بكل الاطراف وهو صديق سليمان وشامل.

في الكواليس كلام عن «مفاجأة الاحد» الحريرية، حيث تكثر التساؤلات. فالاحد المقبل يوم حاسم في مسار الاحداث، وان كان من يرى ان الخروج من المأزق يحتاج الى بعض البراغماتية، اذ ان «حزب الله» ابلغ اكثر من جهة، بما في ذلك البطريركية، بان لا مانع من عودة الحريري الى السراي. فهل يعلن الحريري الاحد ترشيح النائب سليمان فرنجية ليدفع بالازمة الى حدودها القصوى، ما دام هناك من اعلن صراحة «الجنرال أو لا احد»؟ ام يتخلى الحريري عن ترشيح فرنجية.