فيما كان يسود الوسط السياسي اعتقاد أن لا انتخاب لرئيس قبل أن تتوصل ايران مع الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن زائد ألمانيا الى تقليص برنامجها النووي تنفيذا لاتفاق 14 تموز 2015، كان بعض رؤساء الكتل النيابية يبلّغ المهتمين من مسؤولين غربيين وعرب أن لا مجال لانتخاب رئيس للجمهورية إلا بعد التوصل الى ذلك البرنامج الذي سيعيد الى إيران مبلغ 40 مليار دولار كانت تحتجزه السلطات المالية الأميركية.
وأوضح مصدر وزاري بارز لـ”النهار” أن لا معطيات لديه تشير الى ان توقيع ايران على البرنامج النووي مع الدول الكبرى سيعبّد الطريق امام انتخاب رئيس للجمهورية بسبب النزاع الحاد بين السعودية وإيران والقطيعة الديبلوماسية بينهما بعد إعدام الشيخ نمر باقر النمر.
وأعرب عن أسفه لاستمرار تعثر الاستحقاق الرئاسي، في وقت تتكثّف فيه الاتصالات الديبلوماسية بين واشنطن وموسكو وجنيف ودمشق لمناقشة مستقبل سوريا، في محاولة لإيجاد مخرج لهذه الازمة المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات في مفاوضات تجري بين أطراف سوريين يمثلون النظام والمعارضة في جنيف في 25 من الجاري، وتحمل التقارير الديبلوماسية الواردة الى بيروت ومضات متفائلة بإمكان المضي بها بفعل الرغبة الاميركية – الروسية لدفعها الى الامام، إذا تمّكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري من تطمين السعودية بالدرجة الاولى ومن ثمّ بقية دول مجلس التعاون الخليجي الذي سيجتمع بهم في الرياض السبت المقبل، الى أن ما اتفق عليه مع ايران لا يشكل أداة استقواء وتهديد لأمن تلك الدول، بل أداة سلام لها وللمنطقة.
ودعا الى عدم التكهن مسبقا بما يمكن أن ينتج من القمة الفرنسية – الإيرانية بين كل من الرئيسين فرنسوا هولاند وحسن روحاني، والتي ستعقد في باريس في 28 من الجاري، لجهة الانفراج في انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب. وتجدر الإشارة، استنادا الى المعلومات الديبلوماسية المتوافرة في بيروت، الى أن فرنسا هي الدولة الوحيدة من الدول الموقعة البرنامج النووي الايراني التي ستحرك التعثر المتمادي في انتخاب رئيس للبلاد، وهناك مشروع مخرج أعد لحله مثبت على جدول اعمال محادثات القمة الفرنسية – الإيرانية المحددة بعد عشرة أيام.
وعزا سبب التريث الى توقع النتائج من تلك القمة، لأن هولاند حاول في مناسبات عدة، سواء في طهران عن طريق تكليف موفدين له، او في باريس ونيويورك، إقناع روحاني بأن تؤدي بلاده دورا مسهلا في هذا المجال، إلا أن الجواب الذي كان يبلّغ دائما لهؤلاء ان المرشد الأعلى لا يريد ربط بلاده بأي ملف سياسي قبل توقيع البرنامج النووي.
ولفت الى أن الجديد المطروح أمام القمة هو أن النائب سليمان فرنجيه أعلن ترشحه للرئاسة، وتسبب ذلك بنفور بارز مع المرشح العماد ميشال عون. إلا أن “حزب الله” يدعم عون ما دام مرشحا، وإن يكن فرنجيه صديقا للحزب ومؤيدا له.
ورأى أنه في ظل هذه المعطيات، لم يعرف مدى قدرة هولاند على التأثير في روحاني في هذا الموضوع ورغبة الأخير في التجاوب معه متجاوزا موقف الحزب.
وأفاد مصدر وزاري مهتم بالملف الرئاسي أن لَيس هناك أي اتصال من أي دولة أخرى من تلك التي وقعت مع ايران للبحث معها في ملف الرئاسة.