اصبحت دولة قطر التي كانت تسرح وتمرح في السياسة العربية والدولية اليوم في وضع لا نُحسد عليه. فالحصار المفروض عليها شديد الفعالية وهو حصار بالمعنى الحقيقي للكلمة حيث سيتم منع حوالى 800 شاحنة من المرور برا عبر المملكة العربية السعودية اضافة الى الحصار الجوي والبحري وهكذا تصبح دولة قطر الغنية جدا بالمال والاحتياط معزولة ومن المقرر ان يبدأ مفعول الحصار خلال ساعات مع العلم ان بعض النتائج ظهرت على الفور.
دور مصر
غداة الاعتداء الاخير الذي استهدف اقباط مصر ظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معلنا ملاحقة الارهابيين اينما وجدوا، وسجلت ملاحظة اساسية على خطابة حيث كرر مرتين الدعوة الى فرض حصار وانزال العقاب بالدول الداعمة للارهاب.
ولم يكن خفيا على احد ان السيسي يشير الى دولة قطر فدعمها للاخوان المسلمين ولداعش والنصرة واضح وتضررت من هذا الدعم دول منها العراق الذي ضبط مؤخرا اكياسا كبيرة »محشوة« بملايين الدولارات.
ضرب الاجماع
الدور المصري اذا واضح في فرض العقوبات والدور السعودي ايضا فالدوحة بنت لنفسها مملكة خارج اطار مجلس التعاون الخليجي، خرقت وحدته وضربت الاجماع. الى ان وصل الامر للاعلان عن دعم حركات المقاومة وتأييد سياسة ايران. يوجد شيء من الغرابة، قطر التي تستضيف مكتبا اسرائيليا والتي اسست لعلاقات ديبلوماسية وسياسية واقتصادية مع اسرائيل تدعم حركات المقاومة وتحديدا حزب الله وحماس. تدعم حركات المقاومة وفي نفس الوقت تقدم الملايين للمنظمات الارهابية وتحديدا داعش والنصرة. انه خليط عجيب اذ كيف استطاعت الدوحة جمع كل هذه التناقضات.
الخلاف مع ايران
في جانب اخر من هذه السياسة ايران، فالخلاف بين هذه الدولة ودول الخليج واسع وشاسع حول لبنان والعراق وسوريا واليمن وتأخذ الدول العربية على طهران تدخلها في الشؤون الداخلية.
وخرجت الدوحة عن سياسة مجلس التعاون واتخذت مواقف مؤيدة لايران وابقت على علاقات تجارية معها.
الان، ستحاول طهران الاستفادة من الخلاف اذ سرعان ما عرضت تقديم المواد الغذائية خلال 12 ساعة.
بأي حال ما هي تداعيات قطع العلاقاات مع قطر لبنانيا.
كل اللبنانيين ومنهم حزب الله على علم بأن الدوحة داعمة اساسية لداعش والنصرة اي مؤيدة للارهاب الذي يستهدف امن وسلام البلد فلماذا السكوت عنها؟
الاطراف اللبنانية المتأثرة او الحليفة مع ايران، لن توافق على قطع العلاقات مع قطر رغم يقينها بدورها في دعم التخريب.
أليس حزب الله هو من طالب بتجفيف منابع الارهاب؟
وهل الشعار الذي رفعه لعدة سنوات »شكرا يا قطر« ما زال ساريا؟!