Site icon IMLebanon

هل يريد «حزب الله» حكومة؟

 

قال السيّد حسن نصرالله في خطابه، مساء أمس، إنّ “حزب الله” يسهل تشكيل الحكومة وأنّه يشعر بالضائقة الاقتصادية والأوضاع التي يمر بها لبنان واللبنانيون على جميع الأصعدة.

 

ونحن نقول إذا كان ما يدّعيه صحيحاً فكيف يمكن أن يكون الاقتصاد اللبناني بحال جيدة ونحن نتعرّض للمملكة العربية السعودية ونتهجّم عليها ونتهمها بأنها حليفة أميركا وإسرائيل ضد العرب والعروبة وضد المقاومة في لبنان؟

ولو عدنا الى حرب تموز 2006 لعرفنا كم من المليارات أرسلتها المملكة الى لبنان لإعادة إعماره وكم من القرى والبنى التحتية تكفلتها المملكة مع دول الخليج لمساعدة لبنان؟

هذا أولاً.

ثانياً- الاقتصاد اللبناني يعتمد إعتماداً رئيسياً على السياحة وعلى الاستثمار العربي، وهنا نسأل: لماذا هرب الخليجيون والسعوديون من لبنان؟

ولماذا توقفت الاستثمارات السعودية والخليجية في لبنان؟

ولمذاا بدأ السعوديون والخليجيون ببيع أملاكهم واستثماراتهم في لبنان؟ وهذا يحصل للمرة الأولى منذ بداية الحرب الأهلية عام 1975.

ونعطي مثالاً أنّ الأمير الوليد بن طلال باع حصته في فندق فور سيزن Four Seasons وهل كان هذا ليحدث لولا المواقف السياسية التي يتخذها “حزب الله” وتصريحات السيّد نصرالله ضد المملكة العربية السعودية وضد أهل الخليج؟

وماذا عن استقبال السيّد حسن نصرالله لوفد الحوثيين؟ بالله عليكم ماذا يفيد هذا الاستقبال لبنان؟ ولو كان حريصاً على مصلحة اللبنانيين هل كان يستقبل هذا الوفد؟ وما هي مصالح لبنان في استقباله؟

لنعد الى تشكيل الحكومة والجميع يعلم أنّ من يعرقل تشكيل الحكومة في لبنان وفي العراق هي إيران… إذ انّ الخلاف الأميركي – الإيراني يجعل الايراني يمنع تشكيل حكومة في لبنان وفي العراق لأنه يحتفظ بهذه الورقة للتفاوض مع أميركا.

من ناحية ثانية، لو كان صحيحاً أنّ “الحزب” يرغب في أن يسهّل عملية تشكيل الحكومة فلماذا طرح الموضوع السوري والعلاقات مع سوريا اليوم؟.. خصوصاً أنّ لبنان قد عيّـن سفيراً في سوريا… كذلك فإنّ اللواء عباس إبراهيم، الموفد الرسمي من قِبَل رئيس الجمهورية ومن قِبَل الحكومة اللبنانية، لم يقصّر يوماً واحداً في حل المشاكل بين لبنان وسوريا، ابتداءً من مشكلة السوريين النازحين من الحرب الأهلية في سوريا حتى عودتهم… أمّا بالنسبة الى موضوع معبر “نصيب” فإنّ المعاهدات الدولية توجب على سوريا ألاّ تعرقل خط الترانزيت خصوصاً أنّ السيارات اللبنانية تدفع رسوماً كبيرة مقابل المرور في سوريا.

أمّا المضحك المبكي فإنّ “حزب الله” شكل مكاتب لمساعدة السوريين النازحين الهاربين من أجل العودة الى سوريا… أي أنّ الذي قتل السوريين في بيوتهم يريد اليوم أن يساعدهم على العودة الى بلدهم!

كلمة أخيرة نقولها وهي إنّه لو أراد “حزب الله” أن تتشكل الحكومة فإنّ لقاء بين السيّد نصرالله ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون يمكن أن يحل الموضوع بلحظة واحدة فقط.

أمّا بالنسبة لموضوع المحكمة الدولية والذي اختصره السيّد بثلاث كلمات وهي “لا تلعبوا بالنار” وردّدها مرتين… فنذكره بقول نائب رئيس الجمهورية السورية فاروق الشرع عندما صدر القرار الدولي 1559: إنّ كل القرارات الدولية لا تهمّه ولا تعنيه وبأقوال الرئيس السوري بشار الأسد في مجلس الشعب السوري عن تنفيذ القرار الذي نص على خروج جميع القوات الاجنبية من لبنان بأن انسحابه من لبنان كان تنفيذاً لهذا القرار.

عوني الكعكي