اللافت أنّ الإيرانيين، بعد المبادرة التي يزعمون أنّهم طرحوها في سوريا، ثم يقولون: إذا سقطت دمشق تسقط طهران، كما يقولون في سياقٍ موازٍ: الكويت هي البُعد الاستراتيجي لإيران.
يعني أنّ إيران تبحث عن عداوة جيرانها العرب.
ولو عدنا الى العام 2003 يوم الغزو الأميركي للعراق، فمنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا نرى أنّ سلوك وأخلاقيات إيران في العراق تصب كلها في أنّها مصمّمة على حكم العراق، ليس حباً بالشيعة العراقيين العرب ولكن حباً بالسيطرة.
منذ العام 2003 حتى اليوم ثمة محطات يجدر ذكرها:
عندما فاز أياد علاوي في الانتخابات النيابية ومع حلفاء ما يؤهله للوصول الى رئاسة الوزارة، ذهب الاميركيون الى إبعاد علاوي وهم الذين يزعمون أنّهم أسقطوا صدّام حسين من أجل الديموقراطية والانتخابات النزيهة، وجاءوا بنوري المالكي بديلاً له.
1- ولو نظرنا الى مرحلة المالكي في الحكم لوجدنا فساداً غير مسبوق في تاريخ العراق.
2- ثم تبيّـن أنّ 50 ألف عسكري وهميين يتقاضون رواتب!
3- وأيضاً 50 ألف رجل أمن وهميين يتقاضون الرواتب.
4- إعطاء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري 200 ألف برميل نفط يومياً، فصحّ فيه القول إنّه يقتل العرب بمال العرب، والعمليات الإرهابية كلها التي كان يقوم بها قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري، إنّـما كانت تموّل بالمال العراقي.
وهذا يعطي صورة أنّ إيران عمّمت الفساد من ناحية إدارية، والأخطر من هذا كلّه تقسيم العراق. لم يمر نظام على العراق تنكّر لأهل السُنّة هناك كما فعل الإيرانيون عبر نوري المالكي! خصوصاً تقسيم البلد وتفتيته وبعث «الفتنة الكبرى» عبر إذكاء الصراع المذهبي بين السُنّة والشيعة.
نقول هذا الكلام لأننا سمعنا أنّ هناك مبادرة إيرانية لليمن، وهذا يوضح كم أنّ هذا النظام يدفن رأسه في الرمل، فالمشكلة في اليمن، من أساسها، أنّ إيران دعمت الانقلاب على الشرعية هناك بالمال والسلاح والرجال.
فلو كانوا يريدون حلاً سلمياً لليمن لتوقفوا عن دعم الحوثيين بهذا الشكل.
وهنا سيكون الحل متوافراً خصوصاً أنّ هناك مبادرة عُمانية من سبع نقط:
1- الانسحاب من جميع المدن.
2- تسليم الاسلحة التي نهبت من الجيش وإعادتها إليه.
3- حلّ الحوثيين كتنظيم عسكري حتى يصبح تنظيماً سياسياً ينخرط في العمل السياسي مثل سائر الأحزاب.
4- إجراء انتخابات نيابية.
5- انتخاب رئيس للجمهورية.
6- تشكيل حكومة وطنية تضم سائر ألوان الطيف اليمني.
7- مؤتمر لإعادة إعمار ما تهدّم.
يا إيران، يا آيات الله… كفى قتل المسلمين بمال المسلمين وبتغذية الفتنة بين أهل السُنّة والشيعة.
ولا يفوتنا أنّ هذا النظام جاء على قاعدة تحرير فلسطين… فلم يكن منه سوى إضرام نيران الفتنة السنّية ـ الشيعية، بينما ينعم الصهاينة سعداء في فلسطين المحتلة.