IMLebanon

هل توفّر الضوء الأخضر للقاء بين الحريري وفرنجية؟

ارتياح في «8 آذار» للقاء الحريري ـ فرنجية: الرئاسة وراءنا

هل توفّر الضوء الأخضر للقاء بين الحريري وفرنجية؟

ما كان اللقاء الباريسي بين زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري وزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، ليتم، لولا الضوء الأخضر الإقلــيمي لــكل من راعيَي قوى «8 و14 آذار»، من دون ان يعني ذلك ان ثمة خرقا جوهريا تحقق على الطريق الشاق للحل المؤمل للأزمة المستعصية على اللاعبين المحليين في لبنان.

انطلاقا من هذا التحليل لأكثر من قيادي في قوى «8 آذار»، يبدو من الواضح ان ثمة ارتياحا في أوساط هذه القوى للقاء الحريري – فرنجية. إذ إن هذا اللقاء، الذي لم يأتِ من فراغ، يؤشر، بمجرد حصوله، الى مناخ إيجابي في ظل حالة الطلاق الحاصلة بين مختلف القوى في البلاد حتى فترة قريبة.

ولعل ما حرك الأجواء الراكدة في البلاد كان اعلان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عن استعداده لملاقاة الفريق الآخر في اطار تسوية شاملة. وما كان لقاء باريس ليعقد لولا الضوء الأخضر الذي وفره «حزب الله» لفرنجية، مثلما ان اللقاء ما كان ليحصل ايضا لولا القبول السعودي به، حسب قيادي في قوى «8 آذار»، يستبعد ان يكون الحريري قد اجرى اللقاء مع فرنجية بدافع من المناورة.

من ناحيتها، لدى قيادات «المستقبل» التبريرات العديدة لحصول اللقاء الذي جاء بعد لقاءات كثيرة عقدها التيار مع خصمه الأبرز على الساحة اللبنانية، «حزب الله»، فَلِمَ لا يلتقي الحريري مع فرنجية؟

انطلاقا من هذا التقاطع على ضرورة الحوار، ترى أوساط في «8 آذار» ان لقاء باريس يوسع دائرة الحوار بين الأطراف اللبنانية، في ظل حالة الفراغ غير المقبولة على صعيد الرئاسة التي تترافق مع حالة الشــلل الحكومي. وفي الوقت الذي يهمس البعض في أجواء تلك القوى ان فرنجــية يعتــبر المرشح الحقيقي للرئاســة بالنسبة الى قوى «8 آذار»، ينقــل مصدر في تلك القوى عن قيادي في «14 آذار» قوله مؤخرا في مجلس خاص ان «قوى 14 آذار لم يعد بمقدورها مواجهة وصول مرشح من قوى 8 آذار الى الرئاسة»!.

هل يعني هذا الامر ان لقاء الحريري وفرنجية جاء ليتوج الأخير رئيسا في لبنان؟

يستبعد قيادي في قوى «8 آذار» ان يكون لقاء باريس قد أزال المعوقات امام وصول فرنجية الى الرئاسة. وهو يشير الى ان زعيم «المستقبل» يعمل في اطار هامش سعودي ضيق، وهو، وان كان يود التقرب من زعيم «المردة»، كما حاول في الماضي مع العماد ميشال عون قبل ان يجهض السعودي اندفاعته نحو فرنجية، فإنه اليوم، لا ينفتح على الأخير من فراغ، حسب القيادي.

يتقاطع قيادي آخر من تلك القوى في التحليل نفسه حول احتفاظ الحريري بنية صادقة بالانفتاح على تلك القوى، وهو يلفت النظر الى ان الحريري يمهد بانفتاحه هذا لعودته الى لبنان من جديد، من باب رئاسة الحكومة في اطار تسوية وسطية مع قوى «8 آذار» تحت غطاء إقليمي.

على ان هذا القيادي يشير الى ان قوى «8 آذار» لا تخوض معركتها التفاوضية اليوم من باب إيصال احد مرشحيها الى الرئاسة، فقط، حتى ولو قبل به الطرف الآخر. إذ إنها تعتبر ان إيصال رئيس من قبلها في الظروف الحالية، لن تتمكن قوى «14 آذار» من احباطه. ويؤكد القيادي ان المعركة الأساس بالنســبة الى قوى «8 آذار» اليوم تتمثل في طبيعة قانون الانتخاب الذي تتفوق معركته، بنظر هذا القيادي، على معركة رئاسة الجمهورية، لأن من شأنه إعادة صوغ، لا بل إعادة تشكيل، السلطة السياســية بأكملها في البلاد.

ويشير هذا القيادي الى ان قوى «8 آذار» تتفق في ما بينها، في شكل عام، على قانون للانتخابات يعتمد على النسبية الكاملة، من دون الدخول في تفاصيل التقسيمات الانتخابية.. وهي موحدة الموقف بوجه اعتراض «مستقبلي» على النسبية من حيث المبدأ، وان كان «المستقبل» بات مرنا اكثر من السابق في قبوله بمبدأ قانون انتخابي يلحظ وصول عدد من مقاعد المجلس النيابي على أساس نسبي وآخر على أساس اكثري. على ان الرغبة الأكثر صدقا بالنسبة الى تلك القوى تبقى في الحفاظ على قانون انتخابي كقانون الستين، حسب القيادي نفسه.

ويتفق قياديو «8 آذار» على ان هذه القوى قد دخلت معركتها التفاوضية اليوم انطلاقا من تمسكها بمبدأ «الحل الشامل»، الذي يلحظ أساسات ثلاثة: أولا قانون الانتخاب. ثانيا، رئاسة الجمهورية. ثالثا، رئاسة الحكومة التي يبدو الحريري المرشح الأبرز لها.

على ان التحليل السائد بين قوى «8 آذار» يبقى مفاده ان التسوية الإقليمية، التي من شأنها تعبيد الطريق امام تلك المحلية، لا تزال بعيدة، ولم يزدها إسقاط الطائرة الروسية بنيران تركية، ردا على تقدم الجيش السوري في منطقة جبل التركمان.. سوى تعقيد.