IMLebanon

هل يتحمل لبنان معادلة قاسم سليماني؟

 

الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني ليس غريب الديار حين يتحدث عن العراق وسوريا ولبنان واليمن. فهو لاعب محترف مشارك في الاحداث، لا من المنظرين الهواة. الغريب هو التقليل من واقعية قراءته في الانتخابات النيابية الاخيرة، بدل أخذها بجدية كاملة والاستعداد لمواجهة التحديات. فلا ردود الفعل لدى معارضي المشروع الايراني ذهبت الى أبعد من نفي وقوع الاكثرية في يد حزب الله الذي رأى سليماني ان الصناديق اعطته ٧٤ صوتا من ١٢٨ في المجلس. ولا شيء يوحي ان الكتل النيابية التي اضيفت الى خانة حزب الله بدت محرجة.

ذلك ان الاهم من قصة الاكثرية هي المعادلة التي وضعها سليماني بالقول ان الانتخابات حولت حزب الله من حزب مقاومة الى دولة مقاومة. لكن الردود استسهلت القفز من فوق ما قاله الرجل والتركيز على تصور الاسباب التي دفعته الى قوله. بعض الردود اعاد السبب الى تغطية خسائر المشروع الايراني في اليمن والعراق وتنامي المطالب بخروج الحرس الثوري وحلفائه من سوريا، وبعضها الآخر اعتبر ان استخدام النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة لتعبير الاكثرية المتجولة هو نوع من تصويب غير مباشر لكلام سليماني.

وفي الحالين تبسيط للأمور. فما يتكرر في الخطاب اليومي لرجال الدين والعسكر هو ان الجمهورية الاسلامية منتصرة ونفوذها كاسح في صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت. وما خسرته في الانتخابات العراقية، وسط حصول الحشد الشعبي التابع لها على المرتبة الثانية، هو شيء من فائض الربح، على افتراض انه يمكن تأليف حكومة خارج نفوذها. والاكثرية المتجولة التي وصفها النائب رعد هي وريثة الاكثرية الدائمة السابقة بعد التغير الواضح في موازين القوى في المجلس. وهي باعترافه، ما يتيح لنا فرصة ان نعطل الكثير من القوانين التي تضر بمصلحة البلاد، وندفع في اتجاه اقرار الكثير من القوانين التي تحفظ مصالح العباد. اي امتلاك قوة الرفض وقوة الفرض.

 

والواقع ان الجمهورية الاسلامية هي القوة الاقليمية الوحيدة التي تفاخر علنا، من دون تقية، بتعاظم نفوذها في المنطقة تاركة لحلفائها انكار اي تدخل ايراني في الشؤون الداخلية للبلدان العربية. وعلى العكس، فان امبراطوريات ودولا عظمى مثل اميركا وروسيا والصين ودولا كبرى مثل فرنسا والمانيا وبريطانيا تتحدث كأنها جمعيات خيرية، ونادرا ما تشير الى نفوذها.

والسؤال الكبير امامنا هو: هل يستطيع لبنان الذي تنتشر قوات دولية على حدوده، ويبحث عن استثمارات ومساعدات من كل العالم، ان يدفع ثمن التحول الى دولة مقاومة؟