تبدي جهات سياسية متابعة للوضع الإقليمي مخاوفها من أن تنعكس التطورات الأخيرة التي حصلت في السودان إلى ما يجري في ليبيا، إضافة إلى ما أفرزته الإنتخابات الإسرائيلية من فوز «الليكود» وعودة بنيامين نتنياهو على الداخل اللبناني، بحيث ثمة تقارير وردت من أجهزة أمنية غربية مفادها أن لبنان قد يتلقى ارتدادات التطوّرات الإقليمية، وذلك من شأنه أن يعيد موجة الإغتيالات والتفجيرات الأمنية، ربطاً بهذه التحوّلات، لا سيما في ضوء ما يجري في إسرائيل على صعيد حكم المتطرفين وفي طليعتهم نتنياهو، إذ ستعود الذاكرة إلى محطات سابقة بعد اتفاقات «كامب دايفيد» و«أوسلو» و«وادي عربة» بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية، بمعنى أن الإدارة الأميركية تصرّ على فرض اتفاق مشابه لأوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن شأن هذا الواقع أن يعيد خلط الأوراق داخل الساحة الفلسطينية عبر التوتر السياسي والأمني، في حين ثمة مخاوف من أن يدشّن نتنياهو فوزه عبر قصف الضفة الغربية وقطاع غزّة، واستهداف سوريا، وهذه تطورات مرتقبة في ظل التغطية الأميركية الواسعة وبدعم أوروبي ودول أخرى.
من هنا، لوحظ أنه وبعد كل استحقاق في إسرائيل، يشهد لبنان تطورات أمنية إما بحصول عمليات تفجير عبر شبكات زرعتها إسرائيل في بعض المناطق اللبنانية، أو من خلال ضربات تقوم بها في بعض الأماكن التي ترصدها، وهذا الأمر لن يكون نزهة، بل المنطقة برمّتها تعيش حالة قلق ومخاوف ، وإن كانت الحكومة الحريرية هي حكومة وفاق وطني وتضم غالبية القوى السياسية، ولهذه الغاية ينقل عن مراجع رسمية أن ما يجري في الإقليم إلى أحداث منتظرة بعد حسم الوضع في السودان، فإن ليبيا ستكون الخطوة المقبلة، إلى الجزائر التي لا زالت بدورها تعيش أجواء تغيير سياسي، وقد يكون عبر عمل أمني كبير، مما يؤشّر إلى أن المنطقة على فوهة بركان، ما يوحي بحصول حملات تضامن مع متغيّرات ومناهضة سياسية في الوقت عينه، وذلك بفعل الإنقسام السياسي في البلد والآخذ في التنامي على هذه الخلفية.
كذلك فإن الحديث عن صيف ساخن إقليمياً وحتى لبنانياً، من شأنه أن يخلط الأوراق على مستويات السياحة والإقتصاد والتضامن الحكومي الذي بدأ يطرح علامات استفهام حيال كيفية التوافق والتضامن والتجانس داخل الصف الحكومي، خصوصاً بشأن المسائل الإقليمية والتي تشكل مادة خلافية أساسية على الصعيدين الرئاسي والحكومي.
وعلم أن الخطوة المقبلة هي أن يصار إلى تحصين البلد مالياً واقتصادياً إلى تفعيل مستوى التنسيق والتواصل بين القوى الأمنية والسلطة الفلسطينية في كافة المخيمات توخياً لأي دخول مخابراتي لتفجير الأمن في بعض المخيمات على خلفية تواجد التنظيمات الأصولية والإرهابية، مما يدفعها لتسخين الأوضاع بفعل التواصل مع الدول المعنية التي تشهد تحوّلات ومتغيّرات جذرية، لا سيما وأن الساحة اللبنانية سبق لها وأن شهدت في بعض الحقبات مثل هذه الأحداث، ولهذه الغاية، ربما يعقد مجلس الدفاع الأعلى في وقت ليس ببعيد لاتخاذ الإجراءات اللازمة خوفاً من حصول أي أحداث أو تفجيرات في لبنان، وحيث قرارات المجلس تكون غالباً سرية، وبناء على هذه المعطيات فإن القلق الأكبر يكمن في انتقال تداعيات هذه الأحداث الى الداخل اللبناني.