تقول مصادر سياسية مواكبة للتحضيرات الانتخابية الجارية داخل تيار «المستقبل» ان الساعات الماضية قد شهدت انعطافاً بارزاً في الاتجاهات الي ستسلكها عملية التحالف او على الاقل التعاون الانتخابي مع العديد من القوى السياسية التي تدور في فلك فريق 8 آذار والذي ما زال مستمراً خلافاً لفريق 14 آذار الذي تشرذم ولم يبق منه الا المبادىء العامة لدى قيادات متخاصمة اليوم. وتضيف المصادر انه عشية اعلان رئيس التيار الازرق سعد الحريري، مرشحي تيار «المستقبل»، بدأت تتبلور صورة تحالفات رئيس الحكومة الانتخابية والتي تتطابق هذه المرة مع تحالفاته السياسية ولو بقيت قنوات التواصل الخاصة بالاستحقاق الانتخابي سرية وذلك حرصاً من قبل حلفاء الحريري الجدد على موقعه في ساحته والتأكيد على عدم اضعافه امام المزايدين عليه داخل طائفته.
وفي هذا الاطار كشفت المصادر ان حسم الموقف السعودي من الملف الانتخابي في لبنان والذي كرس التباعد ما بين رئيس الحكومة والرياض ، قد دفع نحو اعادة البحث من قبل التيار الازرق بكل خارطة التحالفات الانتخابية علماً انه كان قد قرر في السابق السير منفرداً في السباق الانتخابي، انطلاقاً من اعتباره ان اي تحالف مع أي جهة محسوبة على فريق 8 آذار، سيؤدي الى احراج «المستقبل» والى التأثير على مزاج ناخبيه اولاً والى تأزيم العلاقة المأزومة اصلاً بين الرئيس الحريري والمملكة العربية السعودية ثانياً .
في المقابل تضيف المصادر نفسها أن ابتعاد الحريري عن أبرز حلفاء المملكة اي «القوات اللبنانية» كما باقي القيادات السياسية السابقة في فريق 14 آذار السابق، قد رفع مستوى الاحراج او الارباك لدى «المستقبل» الذي يسعى خلال الاسابيع الاخيرة الى اعادة ترميم جسور العلاقة مع القيادة السعودية وذلك عبر وسطاء محليين وخارجيين أبرزهم دولة الامارات ولكن لم تؤد هذه الوساطات الى اليوم الى تحقيق أي تقدم على هذا الصعيد، خصوصاً وان خيارات الحريري بالتحالف مع «التيار الوطني الحر» على كل المستويات، يندرج في سياق استفزاز الرياض.
وبالاستناد الى المواقف الرسمية المعلنة من قبل تيار «المستقبل» فان التحالف غير وارد مع «حزب الله» وقيادات سابقة في فريق 8 آذار، ولكن المصادر ذاتها كشفت عن قنوات اتصال غير معلنة وغير مباشرة بين الطرفين وذلك بموازاة التواصل مع «التيار الوطني الحر»، ومن أن تكون أية نتائج مباشرة في المدى الزمني القريب. وأوضحت أن الهدف لدى رئيس الحكومة كما لدى كافة المرجعيات يتركز حول العودة الى البرلمان على رأس كتلة وازنة علماً ان تحقيق هذا الهدف لا يبدو مضموناً للجميع تقريباً باستثناء كتلتي «الثنائي الشيعي» ولو حصل خرق طفيف ومحدود في بعض اللوائح.
وخلصت هذه المصادر الى أن الحريري لم ينه مشاوراته واتصالاته الانتخابية لافتة الى جولة لقاءات ماراتونية ستجري في الايام القليلة المقبلة بعدما تم تأجيل اعلان التوجهات السعودية للمرحلة المقبلة وبالنسبة للانتخابات النيابية.