الملفت في دائرة طرابلس – المنية – الضنية غياب التكتيك الانتخابي في تشكيل اللوائح، الأمر الذي جعل اللوائح الثانية في هذه الدائرة تتخبّط في الدراسات والحسابات والتوقعات بما فيها التحالفات.
وقد تكون القدرات التجييرية لبعض اللوائح قد تَظهّرت فعلياً، إنما عملياً لم تستطع الاحصاءات والقرارات جزم اتجاه تلك القدرات التجييرية ومدى انعكاسها سلبياً أو ايجابياً على معظم اللوائح، خصوصاً انّ بعض تلك القوى التجييرية لم تحسم أمرها بالنسبة الى إسم اللائحة التي ستدعمها، وتحديداً القوة التجييرية لـ«الصوت العلوي» الذي لم يحدّد اتجاهه بعد وما زال الغموض يلفّه.
أمّا المؤكد في القوة التجييرية لهذا الصوت العلوي فيتمثّل في انها ستكون لمصلحة اللوائح القريبة من فريق 8 آذار، وغير المؤكد يتمثّل في تجزئة أصواتها. إذ تقول المعلومات انّ صانع القرار للخيار العلوي لم يحسم أمره، خصوصاً أنّ مصادر تؤكد عن انّ اجتماعاً سيعقد في طرطوس لهذه الغاية بين رفعت عيد وقيادات أساسية لبلورة الموقف النهائي، كاشفة في الوقت نفسه انّ الوزير السابق فيصل كرامي موعود بتلك الأصوات لأنّ حجبها عنه يهدّد وصوله ونجاحه شخصياً في تلك المعركة الانتخابية.
وتشير الاحصاءات الاولية الى انّ لائحته قد لا تحصل على أكثر من حاصل انتخابي واحد في حال حجبت الأصوات العلوية عنها، في وقت حُسم فوز المرشح الأقوى على لائحته النائب السابق جهاد الصمد المتوقّع ان يفوز بالمرتبة الاولى متقدّماً بالأصوات التفضيلية.
يبقى الخوف في عدم تمكّن لائحة «الكرامة الوطنية» من بلوغ حاصلين لضمان فوز كرامي بمقعد سني ثانٍ، في حال حجبت الاصوات العلوية عنه أو حتى في حال كان التصويت العلوي مجزّءاً لصالح لائحته ولائحة «قرار الشعب»، أي اللائحة الثانية المحسوبة على فريق الثامن من آذار، التي تضمّ تحالف «التيار الوطني الحر» ورئيس المركز الوطني كمال الخير الموعود هو أيضاً بتجيير الآلاف من الاصوات العلوية لمصلحة لائحته.
الجدير ذكره انّ فرضية خسارة كرامي ليست منوطة فقط بالتصويت العلوي لبلوغ حاصلين، بل منوطة أيضاً بإمكانية حصول بقية المرشحين السنّة في اللوائح الاخرى على أرقام مرتفعة في الحواصل وفي الاصوات التفضيلية، التي تملأ، بالإضافة الى جهاد الصمد، المقاعد السنية قبل كرامي، وفي هذه الحال حتى لو استطاع كرامي بلوغ حاصلين فهذه النتيجة ربما ستعطي إمكانية لفوز المرشح العلوي على لائحته وليس فوزه وفقاً للقانون الجديد.
لائحة «قرار الشعب»
أمّا بالنسبة الى لائحة «قرار الشعب» اللائحة الرقم 2 الحليفة لفريق 8 آذار، والتي تضم تحالف كمال الخير و»التيار الوطني الحر»، فهي بدورها تواجه معركة بلوغ الحاصل الإنتخابي، وهي مرهونة ايضاً بالارقام التجييرية التي سيؤمنها الصوت العلوي، فيما لو صدقت المعلومات والوعود التي أطلقها قياديون في «الحزب العربي الديموقراطي» والبعض من أبناء جبل محسن والطائفة العلوية، من أنّ الأصوات العلوية ستكون مجزّأة بين لائحتي فريق 8 آذار، أي «الكرامة الوطنية» و«قرار الشعب»، في وقت تجدر الإشارة الى أنّ اللائحة تعتمد، بالإضافة الى الصوت العلوي، على القوة التجييرية لأصوات كمال الخير الذي يشكّل رافعة مهمة للائحة المنية، كما تَتّكِل على مكوّناتها والقوة التجييرية لمرشحَيها المسيحيَيَّن ولبقية المرشحين السنّة والعلويين.
وفي قراءة انتخابية شمالية لحظوظ بقية اللوائح في دائرة الشمال الثانية ووفقاً للقدرات التجييرية للقوى السياسية، يتوقع بلوغ 5 من اللوائح الـ8 الحواصل الانتخابية، وفقاً لدراسة مدير «المؤسسة الوطنية للدراسات والاحصاء» زكريا حمدان، وهي:
لائحة «العزم» برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي. لائحة «المستقبل للشمال» لتيار المستقبل. لائحة «الكرامة الوطنية» برئاسة فيصل كرامي. لائحة «لبنان السيادة» برئاسة أشرف ريفي. لائحة «قرار الشعب»: تحالف «التيار الوطني الحر» وكمال الخير.
علماً انّ بلوغ لائحة «قرار الشعب» الحاصل الانتخابي منوط بالتصويت العلوي الوازن الذي وحده سيقرّر او سيؤكّد فرضية أو حتمية بلوغها الحاصل، وهذا التصويت هو من سيرجّح أيضاً وعملياً فرضية أو حتمية وصول رئيس لائحة «الكرامة الوطنية» فيصل كرامي الى الندوة النيابية.