Site icon IMLebanon

سباق بين القلق والانفراج .. هل تبدأ الحرب من الجولان؟!

قبل الدخول في معالجة الموضوع السياسي الانتخابي، اتوقف في مقدمة قصيرة، لقول كلمة في يوم السادس من ايار، الذي كانت الدولة اللبنانية تحتفل به احتفالاً يليق بشهداء لبنان، تشارك فيه المدارس والجامعات والمواطنون، في حضور رئىس الجمهورية وكبار المسؤولين والموظفين، في تجمّع يقام في ساحتهم، ساحة الشهداء، ليتذكر اللبنانيون، شهداءهم الذين علّقتهم الدولة العثمانية على اعواد المشانق في ساحة البرج، قبل ان تحمل اسم ساحة الشهداء، وقد توقف هذا الاحتفال بسبب الحرب، ولما انتهت الحرب، وانتهى ترميم واعادة بناء وسط بيروت، فوجىء اللبنانيون بإلغاء المناسبة، وتحويل اليوم الى يوم لشهداء الصحافة، يقام فيه استقبال ضيّق في داخل نقابة الصحافة.

في الحرب الداخلية، وفي حروب الدفاع عن لبنان ضد جميع الاعتداءات الخارجية، سقط مئات الوف الشهداء، من مختلف المناطق ومن مختلف الطوائف، ومن مختلف الاحزاب، ومن الجيش وقوى الامن الداخلي ومن المواطنين الابرياء، وبدلاً من ان تبادر الدولة الى تحديد السادس من ايار، يوماً وطنياً بامتياز لتكريم جميع شهداء لبنان، تركت كل حزب وكل طائفة وكل فريق يكرّم شهداءه، وكأن الامر لا يعنيها، وكأن الابرياء غير المنضوين لاحزاب او تيارات او طوائف، لا يحق لهم التكريم والاستذكار، ولا بأس اذا كان كل حزب يريد تكريم شهدائه منفرداً، فهذا حقه، ولكن التكريم الجماعي الوطني، يبقى الافضل والأغلى على قلوب اللبنانيين.

*****

عضو المجلس المركزي لحزب الله، الشيخ نبيل قاووق متخوّف من ان ازمة قانون الانتخابات التي وصلت الى مرحلة خطرة قد تهدد التوافق الوطني، والاستقرار السياسي، كما ان مصادر نيابية اكدّت ان الوضع السياسي في لبنان «مقلق جداً».

في المقابل، يتم التداول في اخبار، ان هناك مساعي تبذل، لجمع رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لتنفيس الاحتقان القائم بين حركة أمل والتيار الوطني الحر، من جهة، والبحث في مبدأ التوافق على قانون يرضي المكوّنات اللبنانية ويكون مدخلاً لتحقيق تغيير جدّي في بنية لبنان السياسية، وليس مستبعداً ان ينجح هذا المسعى، خصوصاً بعد اعلان وزير الخارجية جبران باسيل، انه اطفأ محركاته الانتخابية، وهو بانتظار مشاريع الآخرين لمناقشتها، وقد ينصرف باسيل في هذا المستقطع من الوقت لمعالجة الاختلافات في المواقف مع حزب القوات اللبنانية، وخصوصاً في موضوعي الكهرباء، ومشروع القانون التأهيلي، وبعض «النكزات» الترشيحية للانتخابات في قضاءي المتن والبترون.

المقلق في الأمر ان التوتر الداخلي حول قانون الانتخابات والمهل والتمديد والفراغ، يترافق مع اشارات غير مطمئنة، حول امكانات نشوب اشتباكات مسلحة قد تتحوّل الى حرب بين اسرائيل وحزب الله، تبدأ في الجولان، وقد تمتد الى لبنان، ويمكن للتنظيمات الارهابية ان تستغلّ الوضع، فتتحرك على جبهتي عرسال والقاع وراس بعلبك، وتوقظ خلاياها في الداخل، وبالتالي يقتضي تمتين الوحدة الداخلية، واستبعاد القضايا الخلافية.