IMLebanon

هل يعني تحريك ملف النفط  غطاءً دولياً لاستقرار لبنان؟

فطرٌ مبارك وسعيد للبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً، في لبنان والعالمين العربي والإسلامي… هل ستكون فرصة العيد فسحة للسياسيين ليُفكِّروا ولو لمرة واحدة في تقديم المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة؟

هل تكون فرصة العيد فسحةً، ولو قصيرة، ليعود العمل السياسي بعد عطلة العيد مُزخَّماً ببذل كل الجهود من أجل تمرير فصل الصيف ومواسم السياحة والمهرجانات فيه بشكلٍ يُنسي اللبنانيين هول التوترات التي سادت في الأسبوعين الأخيرين؟

***

المسؤولون والسياسيون، قبل حلول العيد، في إجازة، وهي ستمتد حتى منتصف هذا الشهر تقريباً، لتكون فاتحتها جلسة لمجلس الوزراء.

بصرف النظر عن جدول الأعمال الذي سيوضَع للجلسة الآتية، فإنَّ ما هو مطروحٌ في البلد يُلقي بثقله على طاولة مجلس الوزراء، بدءاً من ملف النفايات الذي يبدو أنّه تعثَّر من جديد، مروراً بملف الخليوي الذي يبدو أنّه تعثَّر مجدداً، وصولاً إلى ملف الكهرباء الذي لا يبدو أفضل حالاً.

***

يكاد ملف السياحة أن يكون وحده الذي يَعِد بالنجاحات، لكنه يبقى رهناً بالإستقرار الأمني، خصوصاً بعد أسبوع من الهلع امتد من القاع، في البقاع الشمالي، ووصل إلى عمق كسروان وتحديداً إلى كازينو لبنان، مروراً ببعض المجمعات التجارية في بعض أقضية جبل لبنان.

ما لم يتم تحصين هذا الوضع، فإنَّ اللبنانيين سيبقون على أعصابهم إلى حين مرور أو تمرير مهرجانات الصيف.

***

ولأن المستجد هو الثروة النفطية والتوافق على تحريكها، فإنَّ هذا الملف يجب أن يحظى بأعلى درجات الشفافية والنزاهة، فالثروة النفطية اللبنانية يُقدِّرها الخبراء والشركات العالمية نحو 600 مليار دولار، وهذه الثروة الهائلة هي ثروة سيادية للأجيال المقبلة، وليس للحاضر وحسب ورجال الطبقة السياسية الحالية، لهذه الأسباب يُفتَرض أن تكون كل كلمة فيها على أهمية هذه الثروة الوطنية وضرورتها بالنسبة إلى الأجيال المقبلة، يجب أن لا تُسلق الأمور، بل إنّ المطلوب هو الوضوح الكامل في هذا الملف.

الأهم من كل ذلك أنه حين يُتَّخذ القرار الدولي بتحريك ملف النفط اللبناني، فهذا يعني أنَّ هناك قراراً دولياً بتوفير مظلَّةٍ أمنية دولية للبنان، فلا يُعقَل منطقياً أن يتحرك ملف النفط اللبناني في ظل توترات في المنطقة.

***

إنَّ تحريك ملف النفط يعني ما يلي:

قرارٌ دولي باستقرار لبنان أمنياً.

قرارٌ دولي بعدم انهيار لبنان مالياً واقتصادياً.

قرارٌ دولي بأن يكون لبنان العمق المستقر لمنطقة الشرق الأوسط.

وربما هذا يُفسّر السباق المحموم بين الإبقاء على الإستقرار اللبناني وبين محاولات المنظمات الإرهابية تفجيره.

***

هل يُدرِك المسؤولون والسياسيون حقيقة هذا الوضع؟

عسى أن تحقق لهم إجازة العيد صفاء التفكير ليتمكنوا من رؤية الواقع كما هو