منذ عام 2013 وتحديداً في شهر آب من ذلك العام لم يكن مرّ على بداية الثورة أكثر من سنتين بدأت قوات جيش المجرم بشار الأسد باستعمال الأسلحة الكيميائية.. والمرّة الأولى كانت في الغوطة حيث قتل 1400 مواطن، معظمهم من الأطفال… ويومها قرّرت أميركا إرسال أساطيلها الى سوريا من أجل تأديب هذا النظام المجرم، حينها تدخلت روسيا طبعاً بالتفاف أي «جو اند فنسر» (JO & FENSER) مع بعضهم البعض وكلفت روسيا بنقل الأسلحة الكيميائية من سوريا، والغريب العجيب لم يعلن أي طرف الى أين سيأخذون تلك الأسلحة المدمرة والممنوع استعمالها دولياً… وهكذا بدل تأديب هذا النظام المجرم أُعطي مكافأة بدخول الجيش الروسي الذي كان ينتظر اللحظة بفارغ الصبر للوصول بأساطيله الى المياه الدافئة الذي كان حلم الروس تاريخياً.
وهكذا دخلت روسيا لإنقاذ المجرم السفاح بدل معاقبته.
وبالرغم من كل الجهود استطاعت الثورة أن تمضي قدماً ولولا التدخل الروسي للمرة الثانية بـ50 ألف جندي مع حاملات الطائرات ومع اسطول كبير من الطائرات والدبابات لكان هذا النظام وأتباعه في مزبلة التاريخ… ولكن أموال إيران بالمليارات وعقود الأسلحة أولاً والإغراءات بالنفط والغاز السوري ثانياً وإعادة إعمار سوريا بعد تدميرها تدميراً شبه كامل ثالثاً… أغرت الروس للمجيء بهذه القوات الى سوريا … ولقد تم هذا التدخل الروسي في سوريا في 30 أيلول 2015 عندما بدأ الطيران الروسي بقصف المعارضة السورية تلبية لاستجداء بشار الأسد الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين، ولو تأخر هذا التدخل أسبوعاً واحداً لكان النظام قد سقط.
نعود الى موضوع استعمال النظام المجرم للأسلحة الكيميائية لنعدّد أنواعها وهي:
1- غاز الأعصاب
2- الكلور
3- غاز الخردل
4- الفوسفور
5- غاز السارين (وسائر أنواع الأسلحة الكيميائية).
أما الأماكن التي استعمل فيها هذا السلاح المحرّم دولياً فهي:
1- مدينة حلب وخان العسل وحيان.
2- مدينة إدلب وقرى سراقب وبنش وسلقين.
3- مدينة حماة وضواحيها والقرى المحيطة بها.
4- حمص وضواحيها.
5- دمشق، طبعاً الغوطة وفيها عربين ودوما وعدرا وجوبر وزملكا…بمعنى أدق معظم ضواحي مدينة دمشق.
والسؤال الذي يطرح ذاته: إنّ أميركا تقول بأنها ستعرض الموضوع على مجلس الأمن وهذه المرة لا يمكن أن تتراجع عن محاسبة النظام وطبعاً الروس يقولون إنهم بحاجة للتأكد ويوافقون على إرسال بعض المراقبين، مع استخدام الروس «الڤيتو»، ليتصرّف الأميركي وحلفاؤه من خارج المنظمة الدولية، بحكم الوضع الإنساني شديد الخطورة.
في الدرجة الأولى، وبالرغم من أنّ الرئيس ترامب هو غير الرئيس أوباما، وبالرغم أيضاً من أنّ المعروف عن الرئيس ترامب انه عندما يعلن عن شيء فإنّه لا يتراجع، فلا بد من الإشارة الى التراجع الذي اتخذته القيادة الكورية بعدما شعرت بمدى جدّية قرارات ترامب… ولكن لن نصدّق ما ينوي أن يفعله الرئيس ترامب طبعاً بعد مجيء إدارة جديدة في الامن القومي وC.I.A وبولتن المتشدّد… ومع هذا كله لا نزال نشكك في أنّ هناك نوعاً من الاتفاق الضمني بين الاميركيين والروس.
ولكن هذه المرة يمكن أن يكون الأمر مختلفاً لأنّ ما حدث من اعتداء إسرائيلي بطائرات F15 على مطار التيفور شرقي مدينة حمص والذي أدّى الى قتل 8 منهم 4 من الحرس الثوري الايراني يشي بأن تكون هذه المرة جدية… وأنّ طبول الحرب بدأت تقرع فعلاً.
عوني الكعكي