IMLebanon

حضور هوكشتاين يوحي برغبة أميركيّة – “إسرائيليّة” للنقاش … فهل يسبق ردّ المقاومة المفاوضات أم العكس؟!

 

 

أيّما سيسبق الآخر: ردّ جبهة المقاومة على العدو الاسرائيلي أم المفاوضات التي دعت اليها كلّ من الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر يوم غدٍ الخميس في الدوحة، لمناقشة مسألة وقف إطلاق النار في غزّة، والذي سينعكس على الجبهة الجنوبية؟! سؤال يحيّر جميع الدول المعنية بما يحصل في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما بالحرب الدائرة في قطاع غزّة، والمواجهات العسكرية الحاصلة في جنوب لبنان. علماً بأنّ حركة حماس لم تحسم حتى الساعة موقفها النهائي من المشاركة في هذه المفاوضات. ففي حال كانت “جولة عبثية” وبدأت من نقطة الصفر فلن تُشارك، أمّا إذا انطلقت من الورقة التي قدّمتها في 2 تمّوز الفائت فستجلس الى الطاولة. علماً أنّ هذه الورقة سبق وأن نُقلت الى “إسرائيل” ورفضها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في حينه..

 

وتستمرّ مساعي الولايات المتحدة لكيلا يأتي ردّ جبهة المقاومة قويّاً أو قاسياً، الى درجة يدعو “إسرائيل” الى الهجوم وتوسيع حربها على لبنان والمنطقة تحت ذريعة “الدفاع عن النفس”، على غرار ما تدّعي في حربها على غزّة، كما الى التهدئة الى ما بعد استئناف المناقشات العاجلة. وآخر مساعي الولايات المتحدة، إيفاد كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لأمن الطاقة آموس هوكشتاين الى المنطقة ، من أجل الضغط على الأطراف المعنية لعدم التصعيد والذهاب الى حرب موسّعة. فضلاً عن طلب أميركا وساطة تركيا وحلفاء آخرين لها لهم علاقات مع إيران، لإقناعها بخفض التوتّرات في منطقة الشرق الأوسط.

 

مصدر ديبلوماسي مطّلع تحدّث عن أنّ المساعي الدولية والإقليمية والعربية، لا سيما من قبل الولايات المتحدة تتواصل، وعلى ما يبدو فهي تفعل فِعلها، خصوصا أنّ هناك نيّة فعلية للتهدئة في المنطقة وليس للتصعيد. أمّا حاملات الطائرات التي استقدمتها أميركا، فستكون كسابقتيها اللتين رستا في البحر المتوسط، ثمّ غادرتا بعد فترة من الحرب في قطاع غزّة وفي جنوب لبنان. وبسبب كثرة الدعوات والإتصالات الغربية بإيران للتهدئة، علّقت أخيراً بالقول: “لا نطلب الإذن من أحد للردّ على “إسرائيل”. إلّا أن توقيت الردّ وحجمه يتأثّران طبعاً بالوساطات الجارية مع طهران. وقد لا يحصل الردّ أبداً في حال تأخّر، وجرى التوصّل في مفاوضات الدوحة الى اتخاذ القرار بـ “وقف إطلاق النار في غزّة”.

 

فالمطلب الأعلى والأساسي لإيران وحزب الله اليوم، على ما أكّد المصدر نفسه، هو “وقف إطلاق النار في غزّة، وإبرام صفقة تبادل الأسرى والرهائن”. وفي حال موافقة الأطراف المعنية على هذا الأمر والبدء بتنفيذه على أرض الواقع، رغم استبعاد إبرام هذا الاتفاق سريعاً، فإنّه لا يعود هناك حاجة الى الردّ، لأنّ جبهة المقاومة تكون قد حقّقت هدفها وفق مطالبها. علماً بأنّ المعلومات أفادت عن أن هوكشتاين يحمل معه مبادرة بايدن، والقرار الأممي 2735 الذي تمّت الموافقة عليه في مجلس الأمن الدولي. في الوقت الذي لا يزال فيه العدو يرفض إنهاء القتال وسحب قوّاته من قطاع غزّة، والسماح للنازحين بالعودة الى منازلهم، في حال بقيت صامدة…

 

وسارع هوكشتاين الى “تلّ أبيب”، ويجري الحديث عن إمكانية مجيئه الى لبنان، رغم اتهامه من قبل المقاومة بأنّه قام بتضليلها من خلال نقل رسائل “إسرائيلية” عن تحييد الضاحية الجنوبية لبيروت، لتحصل بعد هذه “التطمينات” عملية اغتيال المستشار العسكري للأمين العام لحزب الله فؤاد شكر فيها. ووسط الدعوات للمسؤولين “المضلّلين” ديبلوماسياً الى عدم استقبال الوسيط الأميركي، يشرح المصدر الديبلوماسي (ليس دفاعاً عن هوكشتاين) بأنّ “حضوره اليوم في لبنان والمنطقة يوحي برغبة أميركية- “إسرائيلية” للمناقشة”، في ظلّ انتظار ردّ جبهة المقاومة على “إسرائيل” على اغتيالها شكر ورئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، رغم عدم تبنّي العدو هذا الاغتيال الذي هدف من خلاله “اغتيال المفاوضات”.

 

أمّا قرار عدم استقبال هوكشتاين من قبل المسؤولين اللبنانيين فلم يُتخذ بعد، على ما أوضح المصدر نفسه، والأجواء لا توحي بأنّهم سيرفضون استقباله، رغم ما حُكي عن “تضليل ديبلوماسي”، سيما أنهّ لا يتحدّث باسمه شخصياً. فمهمته تقضي بتنفيذ السياسة الأميركية، ونقل الرسائل التي يُطلب منه نقلها. وهذا يعني أنّه يقوم بدور “ساعي البريد” بين أطراف متصارعة. أمّا إذا كان هدفه الخداع “الاستراتيجي”، فهذه مسألة أخرى.

 

وبحسب التحضيرات الجارية للردّ على “إسرائيل” من قبل جبهة المقاومة، على ما كشف المصدر الديبلوماسي ذاته، فإنّه سيكون منسّقاً بين جميع الجبهات، ولكن ليس موحّداً، سيما أنّ مثل هذا الأمر قد يُفسّره العدو أمام العالم، على أنّه هجوم من جبهات المقاومة (أي من إيران وحزب الله والحوثيين والعراق، وحماس بطبيعة الحال) عليه إذا جاء دفعة واحدة وبالتوقيت نفسه. وهو ما يودّ نتنياهو التذرّع به لتوسيع الحرب على لبنان وفي المنطقة. لهذا فإنّ كلّ جبهة ستردّ حتماً بمفردها، ولن يأتي الردّ جماعياً لعدم إعطاء أي إنطباع الى دول العالم، بأنّه “هجوم على “إسرائيل”، وهو ما لا تريده المقاومة، إنّما ردّ على خرقها سيادة كلّ من الدول، وعلى اغتيالها مسؤولَين بارزين فيها.

 

أمّا أحداً فلا يعلم حتى الساعة، على ما أضاف المصدر، أيّما سيسبق الآخر بدء المفاوضات في الدوحة هذا الخميس على ما يُفترض، ومشاركة حماس فيها بعد اتخاذها موقفها النهائي منها، كما “الإسرائيلي” الى جانب الدول المعنية، أم ردّ جبهة المقاومة على الإعتداءات “الإسرائيلية”؟! وشدّد المصدر في الوقت نفسه على أنّ اهتمام الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار في غزّة وفي جنوب لبنان، وعند سائر جبهات المقاومة لن يدوم طويلاً، كونها ستغيب عن المجريات الحاصلة في الشرق الأوسط خلال الانتخابات الرئاسية،التي تشهد صراعاً كبيراً اليوم بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس بايدن كامالا هاريس. فهل تتمّ الاستفادة من فرصة استكمال المفاوضات السانحة حالياً قبل فوات الأوان؟!