زيارة دوكان لبيروت جرس إنذار للإسراع بتشكيل الحكومة
لأن المجتمع الدولي لا يمكنه الانتظار لتنفيذ مشاريع «سيدر»
في ضوء الانشغالات بملف تشكيل الحكومة برزت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي المكلف متابعة مؤتمر «سيدر» السفير بيار دوكان الى لبنان وكان لهذه الزيارة مدلولات متعددة من حيث التوقيت، لا سيما انها اتت عشية لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في العاصمة الارمينية على هامش القمة الفرنكوفونية السابعة عشرة.
مصادر متابعة لزيارة الديبلوماسي الفرنسي تؤكد لـ«اللواء» اهمية هذه الزيارة من حيث التوقيت والمضمون خصوصا ان كلام دوكان كان واضحا فيما يتعلق بضرورة وضع المقررات المتخذة في المؤتمر موضع التنفيذ، لا سيما بالنسبة لتنفيذ مشاريع البنى التحتية المقدمة من الحكومة اللبنانية اضافة الى ضرورة تنفيذ الاصلاحات المطلوبة من الدولة، وتنفيذ ذلك يحتاج بطبيعة الحال الى وجود حكومة، لذلك تشير المصادر الى ان المسؤول الفرنسي حث خلال اللقاءات التي عقدها في بيروت مع المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة وبذل اقصى الجهود وتخطي العراقيل الموضوعة، باعتبار ان المجتمع الدولي لا يمكنه الاستمرار بالانتظار طويلا، مع العلم ان المؤتمر عقد قبيل الانتخابات النيابية بقرابة الشهر، مما أخر اتخاذ الاجراءات المتعلقة به بسبب استقالة الحكومة.
من هنا تؤكد المصادر ان من اولويات الحكومة العتيدة المقبلة اتخاذ ما هو مطلوب منها في اسرع وقت ممكن، خصوصا ان مفاعيل المؤتمر ليست انية بل مستقبلية وهي بحاجة الى سنوات ربما لتظهر نتائجه ولبنان بأمس الحاجة لدعم الاصدقاء والاشقاء الدوليين والعرب لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث ان فرصة انعقاد مؤتمر بمثابة «سيدر» لا تتكرر دائما في ظل التعقيدات السياسية والاقتصادية الدولية، خصوصا ان الرئيس الفرنسي هو عراب هذا المؤتمر الذي لم يكن بعيدا عن المحادثات التي اجراها الرئيس عون مع نظيره الفرنسي حسب توقعات المصادر.
وتلفت المصادر الى اهمية استمرار الرئيس سعد الحريري بترؤس الحكومة المقبلة لانه هو من وضع خارطة الطريق لهذا المؤتمر من خلال فريق عمله الاقتصادي المستنفر بشكل مستمر لمتابعة كل المقررات الصادرة عن هذا المؤتمر، والتحضير لما بعد تشكيل الحكومة من خلال ابقاء قنوات التواصل مفتوحة مع المجتمع الدولي لجذب الاستثمارات وتأمين المستلزمات ووضع الاستراتيجيات المطلوبة تقنيا والتي من شأنها المساهمة في تفعيل مقررات المؤتمر، لذلك تذكّر المصادر بموقف الرئيس المكلف الذي يشدد فيه على ضرورة ان تكون الحكومة المقبلة متجانسة ومنتجة وحكومة وفاق وطني كي تساهم في تسهيل اقرار المشاريع المطلوب تنفيذها من لبنان وعدم وضع العصي في دواليب مسارها.
من ناحيتها، ترى مصادر وزارية بأن زيارة السفير دوكان الى بيروت هي بمثابة دق جرس الانذار للبنان من اجل الاسراع بتشكيل الحكومة ووضع مقررات مؤتمر «سيدر» موضع التنفيذ، على الرغم من الارتياح الفرنسي لبعض قوانين المشاريع التي اقرها المجلس النيابي خلال جلساته التي عقدها من اجل تشريع الضرورة وهي لاقت ارتياحا دوليا رغم محدودياتها وعدم كفايتها.
لذلك تشدد المصادر الوزارية على اهمية ان تعي جميع الاطراف السياسية اللبنانية دقة المرحلة من خلال العمل على تجاوز العقد وتقديم التنازلات الواقعية والحقيقية لتسهيل مهمة الرئيس المكلف والتواضع بمطالبها، وعدم الاستهانة بالوضع الاقتصادي الحساس الذي قد ينتج عن استمرار المماطلة بتشكيل الحكومة والانعكاسات السلبية على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والحياتية، وتعتبر المصادر ان علينا اخذ الامور بجدية والتفكير بمصلحة البلد العليا، وعدم بث الاطمئنان المزيف حول الوضع الاقتصادي وبأنه خط احمر لا يمكن المس به كما حصل بالنسبة الى الاوضاع السياسية في نهاية الثمانينات عندما حذر المسؤولون الدوليون من خطورة الوضع اللبناني ولم تلاق هذه التحذيرات الجدية المطلوبة وبعد ذلك حصل ما حصل من احداث، لذلك تشدد المصادر على وجوب اخذ التحذيرات الدولية بجدية والاستفادة من وقوف المجتمع الدولي من خلال دعمه للبنان.