Site icon IMLebanon

هبوط بلا انخفاض الأسعار وإرباك في سوق العملات

 

الدولار يفرض نفسه في الأزمات

 

كسر الانخفاض اللافت في سعر صرف الدولار في السوق السوداء رتابة المشهد اليومي في صيدا، وفرح ابناء المدينة بهبوطه الى ما دون الـ 14 الف ليرة لبنانية، وكأن الازمات المعيشية والاقتصادية قد انتهت بلا رجعة بعدما ذاقوا مرارة الغلاء وارتفاع الاسعار وتكرار مقولة “السبب ارتفاع الدولار”، غير ان ما نغّص عليهم هذا الفرح بقاء اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية على حالها تقريباً من دون أي تعديل يذكر.

 

داخل بعض السوبرماركت في المدينة ومنطقتها، لوحظ التباطؤ في مواكبة انخفاض سعر الدولار بخلاف ارتفاعه حيث كانت تقفز الاسعار لحظة بلحظة. وأمل منير سعدية الأب لاربعة اولاد في” ان لا يكون الانخفاض خدعة لجمع الدولار من السوق السوداء قبل ارتفاعه مجدداً”، وقال لـ”نداء الوطن” وهو يتبضّع في سوبرماركت: “هناك انخفاض قليل في الاسعار والتبرير عند التجار انهم اشتروا البضائع على الغالي، نطالب بتفعيل الرقابة والزامهم بالتسعيرة، لقد مضى علينا وقت طويل ولم نكن قادرين فيه على شراء حتى كرتونة البيض والبطاطا، آن لجشع هؤلاء ان ينتهي”.

 

في ذات السوبرماركت وبلا تردد، حديث الساعة بين المتسوقين هو عن الغلاء وسعر صرف الدولار، وتنهيدة تأفّف واحدة يسمعها الآخر كفيلة بفتح جدل لا ينتهي، ولكنه يتفق على ان كثيراً من اصحابها يبقون طوال الليل يقلبون بالاسعار في حال ارتفع سعر الصرف وغير مستعدين تغيير صنف واحد في حال انخفض حيث يطمئنون الى استقراره، وهنا الفارق الكبير مع باقي التجار وخاصة اصحاب المحال التجارية، الذين يعبّرون عن ارتياحهم لانخفاض الدولار، ويؤكدون ان الاسعار ستنخفض حكماً، وفق ما قال نائب امين سر جمعية تجار صيدا وضواحيها وائل قصب لـ”نداء الوطن”، داعياً الناس “الى التسوق في الاسواق التجارية ومشاهدة فرق الاسعار الحقيقي”، وتحدث عن وجود ثلاثة اصناف، الصنف الاول يخاف من عودة الدولار الى الارتفاع مجدداً، لذلك يبقى يبيع على الغالي، والثاني يحاول تقطيع الوقت للتأكد من استقرار سعره ويحاول بيع اكبر قدر ممكن على الاعلى، الثالث وهم قلة يلتزم بسعر الصرف هبوطاً وصعوداً، وهنا يبدو الفرق واضحاً في التعامل”، آملاً في “ان يكون الانخفاض حقيقياً وليس خدعة كي لا يصاب اللبنانيون بالاحباط مرة أخرى مع تشكيل الحكومة الجديدة”.

 

تقلّب الدولار وهبوطه أرخى نوعاً من الفوضى في سوق العملات لدى محلات الصيرفة في شارع الصلح الرئيسي، وعند الباعة الجوالين الذين قلّ عددهم عن السابق كثيراً بعدما انتشروا بكثافة في المرحلة الماضية، وحرصوا على شراء العملة الخضراء، بخلاف اليوم حيث تركوا فرقاً شاسعاً في الشراء يزيد عن ثلاثمئة ليرة لبنانية على الاقل، وسط مواكبة دقيقة لمنصة الصرف واقبال من المواطنين على البيع. ويقول نبيل نفاع لـ “نداء الوطن”: “ان التعامل بالسوق حذر جداً، ويختلف السعر من صراف الى آخر، لقد صرفت مئتي دولار لزوم مصروف البيت، ولكن اتمنى ان تكون هناك مواكبة لاسعار البيع كي لا نكون ضحية التلاعب مجدداً”.

 

الى جانب الدولار، بقيت ازمة المحروقات من بنزين ومازوت على حالها، ولم تسلم منشآت النفط في الزهراني اي كمية مازوت منذ اسبوعين تقريباً، بانتظار تسعيرة وزارة الاقتصاد بالرغم من اعتماد سعر الدعم 8 آلاف ليرة لبنانية، وتفريغ حمولة نصف باخرة من المازوت، اما ازمة البنزين فقد تفاقمت مع اقفال غالبية المحطات بسبب عدم تسلمها كميات جديدة.

 

وسادت الفوضى وطوابير الانتظار الطويلة عند محطات فتحت ابوابها على قلّتها، ووصف النائب أسامة سعد مشاهدها بانها “خطيرة تثير القلق كما تثير الغضب والاستنكار ولا تدل إلا على سيادة شريعة الغاب وحكم المافيات”، متسائلاً “عن سبب اغلاق غالبية المحطات وسيطرة الشبيحة وفارضي الخوات، والغياب غير البريء للأجهزة الأمنية؟”، مؤكداً على “أن المنظومة الحاكمة التي أوصلت لبنان إلى الأزمات والانهيارات الكبرى هي نفسها التي تغض النظر، أو ترعى، كل أشكال الفوضى والتجاوزات والسوق السوداء”.

 

وفي موقف لافت، دعت “الجماعة الاسلامية” الى اعادة العمل بالمنصة الالكترونية لتنظيم عملية تعبئة البنزين بعدما اعلنت البلدية ايقافها بسبب الفوضى وغياب القوى الامنية وعدم تجاوب اصحاب المحطات، متسائلة “هل المشكلة في المحطات أو الشبيحة أو في الأجهزة، أو في تنظيم التعبئة أو في غيرها من الأمور الخافية التي من حق المواطن الصيداوي أن يعرفها؟ ثم أين المتابعة لقرارات لقاء البلدية؟ وما هو السبب الحقيقي لتمنّع القوى الأمنية عن أخذ دورها الطبيعي؟ وأين هو دور نائبي المدينة في الضغط لتنفيذ المقررات التي كانوا شركاء في إتخاذها وإبرامها؟”.