Site icon IMLebanon

محركات الدمى  والانتخابات البلدية

الرئيس بري مصرّ على عقد الجلسة التشريعية لمجلس النواب، تحت إلحاح الضرورة، وكتلة الكتائب متمسكة بالرفص المبدئي، بينما كتلتا التيار والقوات تشترطان للموافقة اقرار قانون الانتخابات أولاً وقبل أي شيء آخر، في حين يكتفي تيار المستقبل بطرح القانون من دون شرط اقراره حكماً…

والموقف بالنتيجة هو ما يقرره الرئيس بري بعد انتهاء المهلة التي أعطاها للمعترضين اليوم، وحوله كلام كثير واستنتاجات أكثر. فثمة من يؤكد أن الرئيس بري لم يعتد التراجع، خصوصاً عندما تكون الميثاقية، من وجهة نظره، مؤمنة. وثمة من يذكر بموقف الرئيس الراحل كميل شمعون، من حكومة الرئيس الراحل ايضا أمين الحافظ التي لم تحظ بموافقة بيئتها السنية، رغم توفر امكانية حصولها على ثقة مجلس النواب، وضحى بالحكومة التي كان يدعم، حتى لا يسجل سابقة دعم من لا يحظى بدعم بيئته الطائفية أو السياسية.

وفي رأي الاوساط المتابعة أن دبيب الحرارة في أوصال الانتخابات البلدية، قد يشغل اللبنانيين عن هذا الاستحقاق التشريعي، وعبر المزيد من المهل والاتصالات، خصوصاً وان هذه الانتخابات، ما زالت عرضة للتأجيل بقناعة بعض الناس أو معظم الناس، على الرغم من جدية الاجراءات الحكومية الدالة على انها اصبحت على الابواب. وتلاحظ الاوساط هنا ان حركة تشكيل اللوائح نشطت في بيروت والبقاع مع اقتراب الثامن من ايار، بمواكبة الاجواء التوافقية التي اشاعها تحالف المستقبل مع التقدمي الاشتراكي والجماعة الاسلامية، وحيث لهما تواجد، في بيروت أو الجبل أو البقاع الغربي، حيث انضم الوزير السابق عبد الرحيم مراد الى المستقبل في البقاع الغربي بتغطية عربية راعية، وبرزت علامات التفاهم حول بلدية بيروت، مع الجماعة الاسلامية، حيث استبعدت التشكيلات او الجمعيات الاسلامية ذات الارتباط بفريق الثامن من آذار. وفي طرابلس تقول الاوساط ان التفاهم بين الحريري وميقاتي بات على قاب قوسين أو أدنى، وكذلك مع الوزير محمد الصفدي، وفي صيدا تم التفاهم بين المستقبل والجماعة الاسلامية، فيما بقي اسامة سعد ومعه التنظيم الشعبي الناصري خارج الصورة، وامتدت التفاهمات البلدية الى اقليم الخروب، الا ان الحزازات الضيقة، اعاقت حتى الآن جريان المياه في المجرى الصحيح، خصوصاً في بلدة برجا…

وفي تقدير الاوساط ان هذه التفاهمات ستغطي الانتخابات البلدية، ما لم يطرأ عامل تأجيلي حاسم، وقد تمتد الى ما بعد هذه الانتخابات، ولكن هل من مؤشرات ما زالت توحي باحتمال التأجيل؟

الأوساط المتابعة أكدت ان ما من سياسي واعٍ يأتي بدبّ الانتخابات الى كرمه… لكن وفي الوقت ذاته ما من سياسي يتحمّل منفرداً مسؤولية تبني تأجيلها، بصورة من الصور.

بيد ان مختلف الأطراف تراهن على العوامل المانعة، بصرف النظر عن طبيعتها، فرهان التأجيليين الآن على اضراب معلمي المدارس الرسمية غداً، وهو اضراب تحذيري وشامل، غايته تذكير الدولة بسلسلة الرتب والرواتب، التي يطالبون بها منذ خمس سنوات، بلا طائل، وهذا الاضراب قد يمتد ويطول على مساحة الانتخابات البلدية ما لم تتجاوب الدولة مع ذلك المطلب المزمن.

البعض قلّل من تأثير اضراب المعلمين على الانتخابات بدليل انه يبقى بوسع الحكومة الاستعانة بالموظفين الاداريين، فاذا بهيئة التنسيق النقابية تضم الاداريين الى الاضراب المرتقب دعماً للمطالبة بالسلسلة.

الأوساط عينها تتجاوز هذا العامل التعطيلي المحتمل، لتضع أربعة أسباب يمكن أن تشكّل معابر له: عدوان اسرائيلي مباغت، أو تفجير أمني دامٍ، أو اغتيال شخصية سياسية فاعلة… وأخيراً تحريك لجبهة جرود عرسال والسلسلة الشرقية.

وبرأي هذه الأوساط، انه ما من طرف لبناني داخلي له مصلحة الآن في ارتكاب مثل هذه الأعمال، لكن بمعايير المصالح الاقليمية، فحدّث ولا حرج… وما أكثر محركات الدمى عندنا، في هذه الأيام…