IMLebanon

دومينو الهروب !

غالبا ما لا يتنبه الافرقاء السياسيون في لبنان الى وعورة المسالك التي انزلقوا اليها ووضعوا أنفسهم داخل أقفاصها الا بعد فوات الاوان . بدأنا الآن نعود الى نغمة البيضة قبل الدجاجة ، تشريع الضرورة ام قانون الانتخاب ام الانتخابات الرئاسية، وماذا لو ااستحالت كلها مع مطالع السنة الثالثة من الفراغ الرئاسي ؟ ولمجرد إنعاش فان المعزوفة اياها لم تطو العام الماضي الا بجلسة تشريعية اتخذت طابعا جراحيا عاجلا لأقرار مجموعة قوانين ذات صلة بمعاهدات مالية دولية استدركت حصارا دوليا كان ليكون قاتلا للبنان . ترانا نتساءل هل يعي “اللاعبون” اللبنانيون ، اذا صح انهم لا يزالون لاعبين على ساحة تقرير مصير لبنان ، معنى انعكاسات تحولات هائلة تجري في ملاعب العلاقات الاقليمية ذات التأثير على أزمات لبنان بفضل الربط الجهنمي لمحنة الفراغ بهذه التحولات ؟ بالامس ، وقبل ان يحط الرئيس اوباما رحاله في الرياض ،عاينا مع العالم كله تصاعد أزمة غير مسبوقة بين السعودية والولايات المتحدة مع كل ما يمكن ان تتركه من تفسخات على دول المنطقة ، حتى لو اشار البيان المشترك لمحادثات الرئيس الاميركي والملك السعودي الى ادراج لبنان ضمن الدول التي تناولها البحث في اتساع النفوذ الايراني وضمنا بالتأكيد ” حزب الله ” . كذلك لم تكن مصادفة ان ينبري في اليوم نفسه مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام الخامنئي الى أقوى دفاع عن ” حزب الله ” وتبجيل بأفعاله وقت ضرب الأميركيون آخر حلقات حصارهم المالي على الحزب ووقت اتسعت وتتسع أُطر الحصارات الخليجية والعربية وربما لاحقا الاممية على الحزب المقتدر البالغ حجما يفوق التصور . بذلك ترانا لا نملك واقعيا الا ان نتساءل اي قيمة لكل هذا الردح الداخلي الذي يدور برتابة تقتلنا يوميا في خطب الساسة والأفرقاء الداخليين واي جدوى من كل الإنهاك الذي يتحملونه ويحملون اللبنانيين تبعاته؟ كأننا فعلا امام اهل الكهف الذين يقف العالم عند عتبات مغارتهم ، وأي مغارة ؟ لو لم يتحفونا ويمعنون في اتحافنا يوميا بعبق الفضائح والملفات النتنة المهترئة لهان الامر وتحملنا مزيدا من محنة صنعوها بايديهم . اما ان تضيع الجمهورية والرئاسة والنظام امام قصور سياسي غير مسبوق في كل حقبات السلم والحرب ، وبسبب تبعيات داخلية عمياء لخوارج يتحاربون على كل ملاعب الشرق الاوسط ، ثم يتهاوى دومينو الفساد كاشفا عن طبقة متوحشة وجشعة بمعايير قياسية ، فان كل ذلك يضعنا امام رعب حقيقي من الداخل اكثر بكثير من تداعيات مقبلة اضافية من الخارج . ومن أوهمهم ان تشريع الضرورة او قانون الانتخاب او حتى الانتخابات الرئاسية نفسها باقية عناوين مؤثرة في احوال الناس ؟ فهل تركتم لهم الا الهروب الى البصارات وضاربي الكف وسائر المشتقات ؟