IMLebanon

دونالد ترامب ذهب مع الرّيح  

 

تنتقل السّلطة اليوم في الولايات المتّحدة الأميركيّة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن مع كلّ الكلام الذي يقال عن أنّ دخوله إلى البيت الأبيض يشكّل الولاية الثالثة للرئيس باراك أوباما،ويأتي هذا الانتقال للسّلطة وسط حالة قلق شديد وأجواء مشحونة ومضطربة شكّلت صدمة للشعب الأميركي وديموقراطيّته العريقة، غادر دونالد ترامب الرّئيس الخاسر البيت الأبيض لا يحمله عقله أن يسلّم الرئاسة لخصمه الفائز، في قمّة المشهد كلبنانيّين لا بُدّ لنا من استعادة المشهد السّاخر الفاخر عشيّة فوز دونالد ترامب والّذي تصدّر مواقع التّواصل الإجتماعي تحت عنوان «أصدقاء دونالد ترامب في لبنان» متمترسين خلف أحد أفراد فريق إدارة ترامب اللبناني الدكتور وليد فارس، اليوم تسدل الستارة على المشهد الترامبي الذي لم يحقق شيئاً للبنان سوى الاختناق بحصار خنق الشعب اللبناني فيما حزب الله مايزال يتنعّم بالأوراق الخضراء الكاش ويلعب «فيها لعب» ويقبض صرّافوه على السوق الأسود ويتحكّمون بالسوق السوداء رغم أنف الجميع!

 

الكلّ يترقّب، لقد دخل المنطقة جدّ الجدّ ماذا يريد العرب، تحديداً عرب الخليج من بايدن؟وماذا تريد الصين من جو بايدن بعد العداء والعقوبات الترامبيّة، وماذا تريد روسيا أيضاً من بايدن، وهل بمقدور محور الممانعة الشرّير أن يستمرّ في خياله المريض بأنّ الأهمّ الأهمّ هو ما ستحصل عليه إيران من جو بايدن، بالتأكيد أمامها كومة من المطالب بدءاً من رفع العقوبات انتهاءً بالاتفاق النووي الذي تُخادع به العالم حلم أن تصبح إيران دولة نووية تهدّد حكم العرب في منطقة الخليج العربي بواسطة الشيعة من أبناء هذه الدول والذين ينفذون أوامر الولي الفقيه بحذافيرها، الحلم الشيعي التاريخي بالوصول إلى السّلطة والتمكّن منها هذا الحلم تكرّر عشرات المرّات مراراً وتكراراً زعزع الفرس الحكم العربي ثم عاجلتهم نازلة من الله فسوّت الأرض بكلّ الباطل الذي بنوه ، في وقت ما يزال العرب يضيعون نفطهم وثروات شعوبهم وقبل كلّ هذه كرامتهم بحثاً عمّن يحارب عنهم، وقبل كلّ ذلك ماذا أعدّ العرب لجو بايدن، وهل هم قادرون على خداعه؟!

 

يستلم جو بايدن مهامه كرئيس أميركا الـ 46 فيما تتراكم علامات الاستفهام عن التغييرات التي سيحدثها جو بايدن في وجه المنطقة، هل ماتت صفقة العصر وذهبت مع جاريد كوشنير صهر ترامب؟ هل سيجمّد قرارا أو سيلغي توقيع دونالد ترامب على إعلان القدس عاصمة لإسرائيل؟ هل نشاهد بايدة يتجرّأ ويلغي هذا الإعلان مثلما مزّق ترامب الاتفاق النووي مع إيران أو ألغى النظام الصحي الذي خاض باراك أوباما حملته الإنتخابيّة تحت عنوانه؟ أيّ تغيير سيحمله بايدن إلى المنطقة؟ ستتضح الأمور بعد حين، وفي هذا الحين تترقّب المنطقة هل سيعود الحديث عن «الديموقراطية» التي وإن وجدت مكاناً لها في خطاب وحروب الجمهوريين، إلا أنّها وجدت لنفسها أرضاً خراباً في ثورات الربيع العربي التي جرى توزيعها على دول العالم العربي!

 

في أميركا صورة ملبّدة ومقلقة وغير واضحة البتة لما سيكون عليه المشهد بعد الرئيس الخاسر دونالد ترامب، ومن تابع الإعلام العربي وكيف خاض معركة انتخاب ترامب قبل أربعة أعوام وأكثر من مؤيدي ترامب أنفسهم في أميركا، اليوم بعد هزيمته وخروجه من اللعبة، يرتجف الحكام العرب كورقٍ في مهبّ الرّيح الرّجل الّذي كان يبتزّ أموالهم ونفطهم مدّعيّاً أنّه يواجه إيران بالنيابة عنهم ذهب مع الرّيح وللمفارقة بقيت إيران وأذرعها تعيث فساداً في المنطقة!