تحتدم المنافسة بين الرئيس السابق دونالد ترامب وبين المرشحة كامالا هاريس، خصوصاً أننا أصبحنا على مسافة ساعات من الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة الأميركية… واشتد التنافس بين المرشحين في الولايات المتأرجحة قبل أيام من الانتخابات الرئاسية.
وإزاء احتدام هذا الصراع بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي، أجد أن الرئيس السابق دونالد ترامب، بات الأقرب الى البيت الأبيض من «غريمته» هاريس لأسباب عدّة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
أولاً: يركّز ترامب في حملته الانتخابية على القضايا الاقتصادية والحدود الأميركية، وهي القضايا التي تعتقد حملته أنها تمنحه ميزة مع الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.
ثانياً: وقع الرئيس الاميركي جو بايدن بخطأ كبير حين هاجم بشدّة سلفه دونالد ترامب وحملته الانتخابية وأولئك الذين يدعمونه، إذ قال: «الناس في بورتوريكو حيث أعيش في ولايتي ديلاوير طيّبون ومحترمون، والقمامة الوحيدة التي أراها تطفو هناك هي أنصار ترامب». ولاحقاً سعى بايدن الى تصحيح تصريحاته لكنه فشل في ذلك، مما دفع ترامب الى إظهار تواضعه ليشد إليه الناخبين. إذ عمد المرشح الجمهوري دونالد ترامب الى زيارة أحد مطاعم «ماكدونالدز» في بنسلفانيا، في خطوة يبدو أنها للسخرية من كامالا هاريس، التي قالت إنها عملت بـ «ماكدونالدز» في شبابها. وارتدى ترامب الذي يُعْرف عنه ولعه بالوجبات السريعة، مئزر مطاعم ماكدونالدز الأسود والأصفر، ودخل مطبخ المطعم ليساعد العمال بقلي البطاطس (البطاطا) وتسليم الزبائن طلباتهم. وساعد موظف في المطعم المرشح الجمهوري البالغ 78 عاماً على وضع البطاطا في مقلاة، ثم في علب لتسليمها للزبائن عبر نافذة خدمة السيارات، بينما تجمعت وسائل الإعلام لالتقاط صور له في الخارج.
ثالثاً: قام الرئيس السابق دونالد ترامب بالجلوس خلف مقود شاحنة لجمع النفايات، ليردّ على أسئلة الصحافيين، في ظلّ تعثّر حملته الانتخابية بعد تصريحات الرئيس جو بايدن، الذي وصف أنصار ترامب بالنفايات لقد استغل ترامب ما قاله بايدن بذكاء، حيث صعد الى شاحنة لجمع النفايات كُتِب عليها: «لنجعل أميركا عظيمة مرّة أخرى» في مطار بولاية ويسكونسن، مستغلاً هذه الفرصة السياسية بحنكة وذكاء.
رابعاً: كان الرئيس دونالد ترامب متهماً بمحاربة الأفارقة… إلاّ أنه أسكت منتقديه حين عزّز استراتيجيته في أفريقيا من التبادل التجاري والعلاقات التجارية، الى زيادة الازدهار في الولايات المتحدة وأفريقيا، وأكد أن النمو الاقتصادي والتنمية في أفريقيا يدعم المنافع المتبادلة للولايات المتحدة زيادة الازدهار في أفريقيا وأميركا على حدّ سواء. وهو سيسعى الى تنمية الطبقة المتوسطة في أفريقيا، وكذلك تعزيز توظيف الشباب وتحسين مناخ الأعمال التجارية.
خامساً: غازل ترمب «الفلسطينيين» فقال قُبيل اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه يعتقد أن أفضل خيار للفلسطينيين وإسرائيل هو «حلّ الدولتين».
وأضاف أنه سيقدّم خطة سلام مبنية على «حلّ الدولتين» في الشرق الأوسط، مُعرباً عن ثقته في عودة الفلسطينيين الى المفاوضات. وقال ترامب إنّ لديه حلماً في التوصّل الى حلّ سلمي للصراع، استعصى على عدد من سابقيه من رؤساء الولايات المتحدة.
وهذه هي أوّل مرّة يعبّر فيها ترامب صراحة عن دعمه لـ «حل الدولتين» الذي قد يؤدي الى إنشاء دولة للفلسطينيين قائلاً: «هذا أفضل حلّ… وهذا هو شعوري».
سادساً: أعرب ترامب أيضاً عن دعمه لمجموعة متنوّعة من «القيود على الهجرة القانونية وتأشيرات العمال الوافدين» خاصة من المكسيك. من ضمنها العمل على قانونية تشريع الدخول الى الولايات المتحدة، والعمل على تراجع مستويات الهجرة القياسية الى معدلات تاريخية أكثر اعتدالاً.
سابعاً: أبدى دونالد ترامب تعاطفاً شديداً مع اللبنانيين الحائزين على الجنسية الأميركية لاستمالتهم، خصوصاً في ولاية ميشيغن المتأرجحة انتخابياً، فوجّه المرشح الجمهوري الحالي للبيت الأبيض رسالة الى الأميركيين اللبنانيّي الأصل، قال فيها: إنه سيعمل على تحقيق السلام في الشرق الأوسط.. كما حضّ الناخبين من أصل لبناني للتصويت له من أجل السلام.
وقال في الرسالة: «خلال ولايتي، كان لدينا سلام في الشرق الأوسط، وسننعم بالسلام مرّة أخرى قريباً جداً…» مضيفاً أنه سيقوم بـ «إصلاح المشاكل التي تسببت بها كامالا هاريس وجو بايدن، ويوقف المعاناة والدمار في لبنان».
كما شدّد على أنه يريد أن يرى الشرق الأوسط، يعود الى سلام حقيقي، سلام دائم، وتابع: «سنعمل على تحقيق هذا السلام بشكل صحيح حتى لا تتكرر الحرب كل 5 أو 10 سنوات».
كذلك مضى قائلاً: «أعطيكم كلمتي، سأحافظ على الشراكة المتساوية بين جميع الطوائف اللبنانية، فأصدقاؤكم وأهلكم في لبنان يستحقون العيش بسلام وازدهار ووئام مع جيرانهم، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلاّ بإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».
وختم مؤكداً أنه يتطلع قدماً للتعاون مع الجالية اللبنانية المقيمة في الولايات المتحدة لضمان سلامة وأمن الشعب اللبناني.. نذكّر أن الجالية اللبنانية في ديترويت (ميشيغن) أقامت احتفالاً لترامب ودعته الى مائدة أعدتها من أجله.
وأشار أخيراً الى أن إسرائيل ردّت على 7 تشرين الأول (أكتوبر) بقوة فاقت كل التوقعات.
وأكد أن لا أحد يريد رؤية القتل في الشرق الأوسط… إنّ هناك دماراً كثيراً بسبب التصعيد والعنف.
إنّ الصراع والتنافس المتقارب والشديد على منصب رئيس الولايات المتحدة بين ترامب وهاريس، يحظى باهتمام واسع، لما تحمله هذه المنافسة من تأثيرات على السياسة الدولية والاقتصاد العالمي، حيث انها تُعَد من أبرز الأحداث السياسية العالمية.