Site icon IMLebanon

شيا في الضاحية… زيارة تحدٍّ… أم محبّة؟  

 

مشاركة سفيرة أميركا في لبنان السيدة دورثي شيا في تشييع الناشط لقمان سليم، وإلقاء كلمة جاء فيها:

 

«كان هذا العمل بربرياً لا يغتفر، وغير مقبول، اليوم أحزن معكم ومع سفارتنا التي أمثلها حيث تنضم إليّ في الحداد معكم عائلتي في السفارة.

 

لكن دعونا أيضاً نحتفل ببعض السمات التي جعلت من لقمان ما كان عليه. فقد كان مثابراً لا يكلّ في سعيه الى تحقيق المصالحة بين أبناء الشعب اللبناني ولتعزيز حرية اللبنانيين واندماجهم مع بعض.

 

هذه الجهود لا ولن يمكن قمعها من خلال الخوف أو العنف، لأنها تمثل ما هو صحيح. لذا كان لقمان على ما كان عليه. دعونا ندفع باتجاه ما هو عادل، وسننضم إليكم في المطالبة بالمحاسبة على هذه الجريمة المروّعة، وسوف نبذل قصارى جهدنا لمواصلة إرثه، بما فيه مواصلة شراكتنا مع المنظمات التي ساعد بتأسيسها. فنحن فخورون بهذه الشراكات.

 

سوف نحتفظ بذكرى لقمان، فيما نحن نمضي قدماً لتحقيق رؤيته. وبينما نقوم بذلك نصلّي أن ترقد روحه بسلام وأن يجد محبّوه بعض العزاء في إرثه».

 

هذا هو كلام سفيرة الولايات المتحدة في المناسبة…

 

ودعونا نتوقف عند الرسائل التي وجهتها السفيرة دورثي شيا والتي يمكن إيجازها بما يلي:

 

1- سوف ندعم التيار الذي أسّسه لقمان، وهو تحقيق مصالحة بين أبناء الشعب اللبناني وتعزيز حرّيتهم واندماجهم.

 

2- ان هذه الجريمة عمل بربري لا يغتفر وغير مقبول.

 

3- نقول إننا لن نرضخ للعنف أو التخويف، ولن يستطيعوا قمع تيار لقمان.

 

4- سننضم للمطالبين بالمحاسبة على هذه الجريمة المروّعة.

 

5- سوف نحافظ على إرث لقمان والمؤسّسات التي أسّسها وسوف ندعمها.

 

لم تكن السفيرة الاميركية وحدها هناك، بل حضر المأتم كل من السفير الالماني اندريس كيندل، كذلك السفيرة السويسرية مونيكا كيرغور.

 

أهمية حضور هؤلاء السفراء، انها رسالة من أوروبا الى جانب أميركا، برفض العنف والإغتيال. وهذا بالتالي يشكل رسالة لإيران، لأنّ مسؤولي إيران يعرفون من قتل لقمان حسن سليم، حتى وإن لم يقولوا.

 

نعود الى زيارة السفيرة دورثي شيا الى الضاحية وهي جاءت بعد التهديدات التي أطلقها الايرانيون من العراق ومن سوريا ومن لبنان والمطالبة بخروج الاميركيين من المنطقة.

 

لقد كانت زيارة السفيرة الاميركية الى قلب الضاحية الجنوبية زيارة الى قلب مربع «الحزب العظيم»، الذي يمثل إيران في لبنان، خصوصاً وأنّ أمين عام الحزب، أعلن أكثر من مرّة أنه يعتبر نفسه وحزبه جزءًا لا يتجزأ من مشروع ولاية الفقيه، وأنّ تمويله وتسليحه بالكامل يأتي من إيران.

 

كذلك، فإنّ بعض الأوساط تتوقف عند الرسائل التي ترسلها إيران الى أميركا حيث تعلن أنها قادرة على الخربطة أكان ذلك عبر الحوثيين بالتعرّض للمنشآت المدنية والحيوية للمملكة العربية السعودية، وهذا يعتبر رسالة الى أميركا بأنها قادرة على تخريب المنطقة إن كان في السعودية أم في لبنان.

 

يبقى سؤال يطرح نفسه، لماذا سمح «الحزب العظيم» للسفيرة الاميركية ومعها سفراء أوروبا بالدخول الى قلب الضاحية؟ وهل هذا يعني أنّ هناك أموراً تجري في السر، أو أنّ هناك مساعٍ للوصول الى اتفاق بين إيران وأميركا؟

 

كل هذا جائز… والأيام المقبلة تظهر ما يخفيه الآخرون.