شكّك رئيس كتلة نيابية مؤثرة في انتخاب رئيس، في جدوى ما كان قد وعد به الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند البطريرك الماروني في قصر الاليزيه في 28 نيسان الماضي، وكذلك الرئيس سعد الحريري لدى استقباله له في الرياض في الخامس من الشهر الجاري على هامش زيارته الرسمية للسعودية، لجهة الاتصالات العاجلة التي سيجريها مع عدد من قادة الدول الكبرى من أجل التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية بعد إزالة العوائق المحلية والاقليمية التي حالت الى الآن دون اتمام الاستحقاق، لأنه لم يعد من الجائز تثبيت الفراغ الرئاسي وابقاء قصر بعبدا مقفلاً منذ 349 يوماً من دون ان تلوح في الأفق اي بارقة أمل تؤدي الى اعادة فتح أبواب القصر، ولطالما دعا الى ذلك السفير البريطاني طوم فلتشر أثناء اجتيازه الطريق المجاورة للقصر وهو في طريقه من دار السكن الى مكتبه في الوسط التجاري.
واستند رئيس التكتل النيابي الوازن الى معلومات متوفرة لديه من أكثر من مرجع ديبلوماسي مفادها ان الولايات المتحدة يهمها ترسيخ الاستقرار الامني بالدرجة الاولى والاستقرار السياسي النسبي، والمقصود به أن تمارس الحكومة مهماتها لتسيير عجلة الدولة دون استخدام صلاحيات رئيس البلاد، منعاً لحساسيات زعماء الطائفة المارونية، من دون أن يعني ذلك القبول بالحكومة كبديل منه.
وأفاد أن واشنطن يهمها الاستقرار الامني وبقاء لبنان “مستودعاً للاجئين” وفق ما أبلغه نائب وزير الخارجية الاميركية طوني بلنكن لاحد السياسيين الذين التقاهم خلال زيارته الأخيرة لبيروت في الخامس من نيسان الماضي. وتجدر الاشارة الى ان المسؤول الاميركي البارز لم يتطرق الى الانتخابات الرئاسية مع الرئيس نبيه بري تأكيداً لعدم الاهتمام بهذه المسألة. وسأل إذا كانت واشنطن غير متحمسة والكرسي الرسولي لم يستطع اقناع المرشحين المتخاصمين العاجزين عن تأمين الفوز، فمع من سيسعى هولاند؟ واذا كان يعتبر ان ايران يمكنها أن تكون المساعد الاول لتسهيل انتخاب رئيس للبلاد، فإن التكريم والمكانة التي لقيها خلال اجتماعه بقادة مجلس التعاون الخليجي في الرياض مطلع الاسبوع، والكلام عن ان بلاده هي الحامية والشريكة الاستراتيجية للسعودية ولأكثر من دولة خليجية في وجه القوّة العسكرية الايرانية المتنامية، فكيف ستسهل طهران انجاز الاستحقاق الرئاسي؟
ولفت الى خيبة الفاتيكان الذي كان ينتظر ان يؤدي الحوار بين “التيار الوطني” وحزب “القوات اللبنانية” الى تفاهم واتفاق لانهاء المنافسة المستمرة بين رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون من جهة، ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع من جهة أخرى، والاتفاق على مرشح تسوية يضع حداً للفراغ الرئاسي. إلا أن الفريقين تجنبا هذا الموضوع الحساس لأن عون يريد من جعجع أن ينسحب له ليكون رئيس تسوية، فيما رئيس “القوات” يرفض ذلك. واتفقا على عناوين خلافية ترقى الى ربع قرن مضى.
واعتبر أن اي اتصالات يجريها الرئيس الفرنسي في هذا الوقت بالذات وايران منهمكة بما يجري في اليمن وفي محاولة الحفاظ على نفوذها كما في معركة القلمون التي انطلقت في أكثر من جولة، لا يمكن التقليل من أهميتها، ويبقى أن أي بحث فرنسي مع أي دولة أو طرف لبناني لن يكون منتجاً في المستقبل القريب. وانتقد بشدة اصوات بعض السفراء الاجانب في لبنان ولا سيما السفيرات منهم الناصحات للمتنافسين بالتنازل، لأن هذا الاستحقاق داخلي وعلى الزعماء اللبنانيين إتمامه.