IMLebanon

الدويهي «يولّعها».. ورحمة «الحزبي الملتزم»

يصعب تذكّر آخر موقف أطلقه النائب اسطفان الدويهي. ما نطق به في عزّ الشغور الرئاسي قبل نحو سنتين دلّ على «رؤيوية» حين أكّد أنه حتّى لو وافق سعد الحريري ووليد جنبلاط، وهما بيضة قبّان، على ميشال عون رئيسا «ولكن الانتخاب سيحصل من الجميع، وكذلك الوفاق والتوافق على الرئيس».

ويوم كان يعلن الدويهي أن «المرشّح التوافقي لفريقنا هو عون»، لم يكن يقصّر في القول بأنه اذا كان هناك من خطة «باء» فإن «تمنياتي أن يكون الاسم المطروح هو سليمان فرنجيّة».

دارت الأيام ليقول الدويهي الكلام نفسه: المطالبة بأوسع مشاركة ممكنة من التوافق الوطني الذي نجده… في فرنجية وليس عون!

المهمّ ان الدويهي، الغائب الدائم عن المنابر وحلقات الـ «توك شو»، «ولّعها»، تماما كما ردّ مناصروه على ما ورد في إحدى الحلقات التلفزيونية في شباط الماضي بشأن اعتداء مرافقيه على سائق صهريج مازوت على اوتوستراد جونية، وذلك برفع صورة نائب زغرتا المكتوب عليها «لعيونك منولّع لبنان».

هي بالتأكيد «نصّ نزلة» الى مجلس النواب تخفّف عن الحريري، المستمر بترشيح فرنجية وفق تأكيدات الدويهي، إحراج تبنّيه لمرشّح يقاطع ساحة النجمة. وهي «نصّ نزلة» تكمّل معالم «الحلف الثلاثي» على خط عين التينة ـ المختارة ـ بنشعي. الخبثاء يشيرون الى أنه في الواقع «حلف رباعي» يشمل الحريري نفسه الذي «يشتغل» لعون، لكنه يتمنّى العكس.

نائب «باسم الاب والابن والروح القدس» «الحاضر معنا»، كما قالها في نهاية مؤتمره الصحافي يوم الاربعاء، سبق أن استشهد بالثالوث المقدّس في جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة تمام سلام في آذار 2014، وحين اعترض الحضور ردّ عليهم قائلا «يعني بحقلكم، وما بحقّلنا؟». بدا ابن زغرتا متماهيا أكثر مع فريق «انتم ونحن» المطالب بتطبيق الميثاقية «على أصولها»!

إميل رحمة عضو «تكتل التغيير، والنائب في «كتلة لبنان الحرّ الموحّد»، حضر «مسرحية التأجيل» لكن هذه المرة «أكل الضرب» بسبب حضور الدويهي المفاجئ.

منذ فترة يعيش رحمة ضياع الهوية بين الحليفين، إلا أن أراحه فرنجية بقوله بالحرف الواحد «اميل رحمة خيّي وصديقي، لكن بموضوع الرئاسة يتصرّف وفق ما يريده حزب الله».

يوم الاربعاء، وكما في العديد من جلسات الانتخاب، يحضر رحمة الى مجلس النواب للمشاركة في «لجنة الادارة والعدل»، ومن بعدها لإلقاء السلام والحديث مع عدنان ضاهر الأمين العام لمجلس النواب.

التقطت الكاميرات رحمة متجوّلا بين النواب في بهو المجلس فسَاد الظنّ أنه جاء مؤازرا الدويهي في مهمّته، خصوصا أنه تنبّأ بانتخاب الرئيس في الجلسة الـ46.

وقبل انتقاله من ساحة النجمة الى عين التينة، التقى بالوزير علي حسن خليل على درج المجلس فمازحه الاخير قائلا «أعتقد أنك لا تستطيع أن تتجاوز الزفت لتصعد الدرج» في زكزكة منه لصعوبة مشاركة رحمة في جلسة يغيب عنها «حزب الله».

بعد توجّه رحمة الى عين التينة للمشاركة في «لقاء الاربعاء»، ولدى جلوسه في قاعة الانتظار مع عدد من النواب، تابع جلسة الانتخاب على التلفزيون ليفاجأ بظهور الدويهي وإلقائه بيانا غير متوقع، وبظهوره هو من ضمن المشاركين في الجلسة!

ابن دير الاحمر «المشلع» بين «كتلتين» بدا قادرا على الحضور في مكانين منفصلين في آن واحد. يعلّق قائلا «أنا ملتزم بما قام وسيقوم به «حزب الله» فقط، وكرامتي لا تسمح لي بأن أحضر جلسة «التكتل» ثم أنزل الى مجلس النواب لأشارك في جلسة يقاطعها هذا «التكتل». «الجنرال» و «البيك» بحبّهم «متل بيّي». هذا هو اميل رحمة.