دق النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، جرس الإنذار من مستوى الخطورة التي وصل إليها الواقع المحلي “في ضوء الانقسامات وتزايد الأزمات واستمرار الشغور الرئاسي، من دون أن تكون في الأفق أي ثغرة تسمح بتوقع أي تغيير”، مشدداً على “أهمية قطع الطريق على كل ما من شأنه تعميق هذه الانقسامات والإساءة إلى المعادلة الوطنية، وخصوصاً أن المواطن وحده يدفع ثمن الأزمات”.
وقال لـ “الديار” ان الوضع الداخلي بالغ التعقيد في الفترة الحالية، وهو معرض للمزيد من التوتر والتعقيد، وربما لما هو أخطر من ذلك أي الإنفجار، معرباً عن الأمل في تسريع التحقيقات بحادثة خطف باسكال سليمان وإعلان تفاصيلها ومعاقبة الفاعلين، لعدم تكرار مثل هذه الحوادث، وخصوصاً أن الأهمّ وبالدرجة الأولى في هذه القضية هو عودته سالماً إلى عائلته”.
وعلى مستوى الجبهة الجنوبية، حذر من “التصعيد المستمر للعدو ضد المناطق الحدودية، ومن الاعتداءات التي باتت تستهدف أكثر من منطقة لبنانية”، مشيراً إلى “أن وقع هذه الاعتداءات يصل الى صيدا، حيث يشعر أهالي المدينة والنازحون إليها بالخروقات اليومية للطيران المعادي المسيّر في أجواء المدينة، علماً أن هذه المسيرات تخرق السيادة اللبنانية كما تخرق القرار 1701. وبالتالي، فمن الواضح أن كل الاحتمالات العسكرية واردة، وإن كنا نتمنى عدم حصول أي تصعيد عسكري، ولكننا نحتفظ بحقنا في الدفاع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة، في حال حصل أي عدوان إسرائيلي”.
وعلى مستوى الحرب في غزة تحدث عن “ضغط دولي على “إسرائيل”، ولكن من دون أن يكون مؤكداً إذا كان هذا الضغط سيؤدي إلى وقف لإطلاق النار خلال الأعياد، مع العلم أن الحديث عن وقف لإطلاق النار بدأ قبل بداية شهر رمضان وقد قارب الشهر على النهاية، من دون تحقيق أي تقدم على هذا الصعيد، ولذا نتمنى ألا يكون مصير هدنة الأعياد كمصير هدنة رمضان”.
وحول الملف الرئاسي، وما كان قد أطلقه “تجمع النواب المستقلين” الذي ينتمي إليه من حراكٍ سبق مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” الرئاسي، أسف لما سمّاه بـ “غياب القرار بالتنازل لدى القوى السياسية المحلية في الاستحقاق الرئاسي”، مشيراً إلى أن “كل هذه القوى ما زالت على متاريسها ومتمسكة بخياراتها الرئاسية، ولم تصل بعد إلى مرحلة الإحساس أو استشعار الخطر المحدق بالكيان اللبناني وبالوطن، لكي تعمل للتقدم نحو نقطة وسطية، مع أنه من الواضح أن ما تعيشه المنطقة وخطورة الظروف الحالية، يجب أن تدفع نحو إقناع كل الأطراف بالتنازل عن طروحاتها، إنما كل فريق ينتظر من غيره أن يتراجع”.
وعن المبادرات الرئاسية المطروحة، تحدث عن مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” المطروحة على الطاولة، لافتاً إلى أن “كل القوى السياسية تعاملت بإيجابية معها، ولكن كلامياً فقط ومن دون أي ترجمة لهذه الإيجابية، إنما ستتابع الاعتدال مبادرتها ولم تيأس الكتلة بعد، وهذا أمر يجب تقديره للنواب، مع العلن أنه في ظل المواقف الحالية، فإن الكل يراهن على متغيرات إقليمية ودولية يعتقد أنها سوف تصب لمصلحة خياراته في لبنان”.
وتطرق البزري إلى أزمة النزوح السوري، مشيراً إلى أن “مؤتمر بروكسيل المقبل بشأن النازحين السوريين، لن يكون لمصلحة لبنان ولن يحقق ما نطالب به من عودة للنازحين السوريين، ولذلك فإن البحث يجري حالياً مع قبرص التي تشاطرنا الهواجس نفسها من النزوح السوري وهجرة اللاجئين غير الشرعية الى الجزيرة. مع العلم أن أوروبا تسعى لرمي كرة ومشكلة اللاجئين في الساحة اللبنانية، لأن الدول الأوروبية ترفض استقبالهم، وبالتالي وعلى الرغم من تراجع حجم الدعم الأوروبي لللاجئين في لبنان، إلاّ أن القرار بإبقائهم في لبنان ما زال قائماً، ما يجعل من لبنان وحيداً في مواجهة أزمة النزوح السوري، واستمرار دخولهم بشكل غير شرعي إلى لبنان”.