من الواضح وبعد 48 ساعة على إعلان نواب المعارضة عن اقتراحيها بشأن انتخاب رئيس الجمهورية، لا تشير ردود الفعل النيابية بأن وصول هذه المبادرة إلى تحقيق هدفها بانتخاب رئيس الجمهورية. ويؤكد النائب الدكتور عبد الرحمن البزري لـ “الديار” أن لقاء قريباً للنواب المستقلين سيحصل مع نواب المعارضة من أجل مناقشة مبادرتها الرئاسية، معتبراً أن “خارطة طريق المعارضة أو المبادرات الرئاسية، التي أطلقت في السابق عبر كتل متعددة كالاعتدال الوطني والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، كانت تحاول كلها أن تشدد على إيجاد صيغة، لكي يذهب المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية”.
ويكشف أن “كل هذه المبادرات، كانت تضع في حسابها موضوع التشاور أو الحوار قبل الذهاب إلى انتخابات الرئاسة”، مؤكداً أنه “حتى الأن لم نشعر بوجود جدية رغم النوايا الحسنة والمجهود الطيب للكل، وذلك لأسباب عديدة، أولها أن النقاشات تدور حول الموضوع المتعلق بالحوار أكثر من الرئاسة، يعني هل هو حوار أم تشاور، أو من يترأس الحوار ومن يدعو إليه ومن يشارك به وهل سيكون حواراً جامعاً أم حواراً بمن حضر”.
وعليه، يلاحظ أنه “حتى الساعة، لم ندخل بتفاصيل الحوار و النقطة الأهم وهي موعد الإنتخاب ووفق بأي صيغة ستكون الدورات. لذلك، وعلى الرغم من كل الجهود المطروحة الآن المحلية وجهود اللجنة الخماسية وغيرها من الوسطاء الدوليين، من الواضح أنه حتى هذه اللحظة، لا يوجد أي علامات اختراق جدي في أفق الإنسداد السياسي”.
وحول ما إذا كان هذا الموقف محسوماً، يؤكد على “أولوية الإجتماع مع نواب المعارضة، كما حصلت اجتماعات مع كتل أخرى، فأجواء الحوار ليست مخفية بمعنى أنه واضح للجميع ما يجري، لذلك لا شيء سرّي بالحوار، بل على العكس فإن الكل يعبر عن قناعاته وتصوراته، ونحن نحترم كل القناعات حتى ولو كنا لا نلتقي بالضرورة معها”.
أمّا المشكلة، برأيه “فهي تكمن في أزمة سياسية كانت موجودة أساساً في طبيعة النظام اللبناني التي كانت دائما تنتج تأخيراً في انتخاب رئيس الجمهورية، وتنتج تأخيراً في اختيار حكومة وتؤدي إلى التعطيل السياسي، لكن الآن ربما بسبب الظروف الإستثنائية التي نعيشها في لبنان اقتصادياً و اجتماعيا و انهيار مؤسساته، أصبح الوضع أكثر خطورة، والمشكلة اللبنانية كانت معقدة قبل أحداث غزة وبالتالي فالعدوان الإسرائيلي على غزة وما يحدث على الجبهة الجنوبية مع شمال فلسطين المحتلة، زاد المشهد تعقيدًا و زاد الحسابات تعقيداً، لذا من هنا، فإن واجبنا كنواب بأنه من المفروض أن تكون لدينا أولوية انتخاب الرئيس، قبل أية أولويات أخرى لا يمكن الوصول إليها. وبالتالي، فإن عدم انتخاب رئيس يؤدي الى انهيار المؤسسات وتفتيتها، وخصوصاً أن المواطن اللبناني، هو الذي يدفع ثمن فشل المجلس النيابي في انتخاب الرئيس وعدم جدية بعض الكتل الكبرى بالذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية”.
ويؤكد على “الاستماع لما سيُطرح وعرض قناعاتنا الواضحة، لأن أولويتنا أولاً وأخيراً هي انتخاب رئيس للجمهورية، علماً أنه وعلى أهمية بعض التشريعات الضرورية، فإن المجلس لديه مهمة حيوية أساسية وهي انتخاب الرئيس”.
وعن هاجس الحرب، يشير إلى أن “أهالي مدينة صيدا يختبرون خرق الطيران المعادي الإسرائيلي للأجواء اللبنانية منذ فترة طويلة، وصرنا نختبره أكثر منذ يومين، ويتكرر تقريباً بين الساعة 4 أو 5 بعض الظهر، وفي معظم الأوقات يكون الخرق على مرحلتين وبعلو منخفض الهدف منه الإزعاج والتهديد و الترهيب، ولكن من المعلوم أن صيدا تفتخر أنها قاومت الإحتلال وهزمته و هي مدينة متضامنة مع الجنوب، وتتمنى أن لا نذهب إلى حرب واسعة، لكن الخروقات الجوية لا ترعب المدينة ولا ترعب أهلها”.
وعن التواصل مع رجل الأعمال بهاء الحريري وزيارته إلى فاعليات صيدا، يؤكد البزري أن “بهاء هو مواطن لبناني، ونجل الشهيد رفيق الحريري الذي هو رئيس وزراء استثنائي في لبنان، وبالتالي له الحق في القيام بمحاولة ممارسة السياسة والعمل العام، ولكن ليس هناك تواصل بيننا وبينه، و لكنه مرحب به في لبنان بأي لحظة لأنه مواطن لبناني، وجولته حتى الآن لم تشمل صيدا و لكن المعلومات التي لدينا تقول إنها ستشمل مدينة صيدا قريباً”.