يقول النائب والوزير السابق الدكتور عبدالله فرحات لـ “الديار”، إن “الأهمية اليوم ليست باسم الرئيس بقدر ما هي في الرؤية، والشخصية التي يمكن أن تحقِّق هذه الرؤية، وعلى الكتل النيابية جمعاء أن تعي هذه المسألة، وأن تفكّر في رؤية الرئيس المقبل قبل التفكير في اسمه، وتعمد إلى تركيب الاسم على أساس هذه الرؤية، لا أن تركِّب الرؤية على هذا الاسم”.
وعن الرؤية التي يجب أن تُتّبع مستقبلاً للبنان، يقول إن “لبنان أثبت نجاحه عندما أدى دور الحياد الإيجابي الفعّال، وهذا يعني أن للبنان مصلحة أن يكون حيادياً بالنسبة لكل الصراعات في المنطقة، مع الاحتفاظ بالتضامن الكامل حسب قوانين جامعة الدول العربية وحسب توجّه العالم العربي بأجمعه الى الاحتفاظ بالعداوة لإسرائيل، ولكن لا يجوز أن يبقى بمفرده الجبهة الساخنة الوحيدة”.
ويعتبر ان “هذا الحياد الإيجابي الفعّال، لا يعني أن عليه ألا يتعاطى بما يدور حوله، إنما على العكس، فالحياد السياسي يختلف عن مفهوم الحياد القانوني، كما هي حالة سويسرا وغيرها، فلبنان مثلاً دولة عربية، ولا يمكن بالتالي هذه الدول أن تكون محايدة قانونياً في إطار الصراع مع “إسرائيل”، والتي تبقى دولة عدوة إلى أن يحلّ السلام الشامل والعادل والدائم بحسب القرارات الدولية والعربية ذات الصلة، ولكن لا يعني ذلك أن يكون لبنان الملعب وصندوق الرسائل والجبهة الساخنة الوحيدة في هذا الصراع. الحياد السياسي هو موقف يمكن التوافق عليه، ويقوم على عدم الانخراط في أي محاور أو أحلاف في الإقليم ضد أخرى، بل يجب الحفاظ على مواقف متوازنة.
ويضيف “لكن هذا لا يعني أنه في حال حصول عدوان من دولة ضد أخرى أو تدخل فاضح وواضح في شؤونها، ألا يتخذّ لبنان موقفاً في هذا الصدد. والمواقف في هذه الحال تستند إلى القوانين والأعراف الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول المستقلة، وأهمها عدم التدخل في شؤون الآخر. فسلطنة عمان أدت وتؤدي دائماً دور الوسيط والمبادر لبناء جسور التفاهم والحوار بين دول مختلفة لاحتواء أي صراع ومنعه من التصاعد، أي سيكون دوره الإطفائي في المنطقة، لتحصين الأمن الوطني للدولة المعنية، وهذا أمر أكثر من ضروري بإمكان لبنان أن يؤديه من خلال الحياد الإيجابي كما أسميه، ومن الطبيعي أن ذلك يستدعي توافقاً وطنياً حوله بين المكوّنات اللبنانية ينطلق من تعزيز وترسيخ مفهوم الدولة والدور المنوط بمؤسّساتها”.
وعن موقف النائب جنبلاط الذي أعلن فيه دعم قائد الجيش في الرئاسة، يرى أن “الإرادة الأميركية للإتيان بقائد الجيش مرتبطة بلا شك بالشقّ الأمني، ولكن أيضاً بالشقّ الاقتصادي، أي أن وصول الأموال إلى لبنان وإعادة الحركة الاقتصادية إليه، مرتبطان أيضاً بتحقيق هذه الإرادة الأميركية ـ الأوروبية ـ والعربية، وأن التقارب السعودي ـ الأميركي اليوم حول رئاسة الجمهورية، دفع بوليد جنبلاط الى اتخاذ هذا الموقف، لأن الاستقرار الأمني والمالي والاقتصادي في النهاية ، يرتبط بتحقيق هذه الإرادة، وبنتيجة هذه العوامل مجتمعة اتخذ جنبلاط قرار الدعم هذا”.
وما إذا كان سيتم انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني المقبل، يعتبر أن “هذا الأمر مرتبط ارتباطاً وثيقاً بدرجة الإصرار الأميركي ـ الأوروبي ـ السعودي على وصول قائد الجيش إلى قصر بعبدا”.
ويكشف فرحات عن ولادة تجمّع مسيحي في وقت قريب، وسيضم إليه الوزير السابق كريم بقرادوني، يمنى بشير الجميل، والنائب السابق ماريو عون، الدكتور جاسم عجاقة، جو حبيقة نجل الوزير الراحل إيلي حبيقة، والدكتور ألبير خوري، وبعض الشخصيات السياسية الأخرى.